من ورقة الاختبار إلى البحث العلمي !

 

ذكر لي أحد أساتذتي بالبكالوريوس، أنه كان يضع لي الدرجة قبل قراءة ورقة الاختبار، ولم يُخذل حدسه طيلة تلك السنوات. الطريف في الموضوع أنني لا أذكر مرة أنني التزمت بالمقرر أو كتبت شيئًا منه! كل ما كان يُكتب حينها فهماً مما يُناقش بالمحاضرات، أو حسب قراءاتي خارج المقرر، أو حسب تصوري العلمي للموضوع. في المرحلة الأولى من الدراسة الجامعية قد ندرك البحث العلمي ربما من طريقة تصحيح أستاذ لورقة اختبار أكثر مما ندركه من الأبحاث التي كنا نقدمها؛ حيث كانت الصورة النمطية لدينا أن البحث عن المعلومة، والنسخ، واللصق هو ما يُقصد بالبحث العلمي!! بعيداً عن القراءة، والاستكشاف، والفهم، والتحليل، والتركيب.

في مرحلة البكالوريوس، أستاذك هو الداعم الأساسي لتنمية مهاراتك البحثية، واستقلالك الفكري. فهنيئاً لنا بأساتذة بنائين، مدركين بأن العملية التعليمية ليست تلقينًا.

ويأتي دورك بعد ذلك بوصفك باحثًا في أن تنير فكرك بالقراءة المتعمقة ثم تسنده بها؛ لتدعم لديك الحجة والمنطق بالبراهين، ولتبني بدورها فلسفتك البحثية الخاصة، ولن تكون باحثًا ما لم تتساءل وتحلل، وتربط، لتخرج بفكرة لا تشبه فيها أحدًا غيرك.

البحث العلمي ليس استنساخ أدبيات ودراسات، إنه أعمق وأثرى من ذلك بكثير!!

م. سالي المحزري

طالبة بقسم التخطيط العمراني

0
No votes yet

Add new comment

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA