العام عامكم يا شعراء

 

(الشعر ديوان العرب)  هذا ما كنا نردده منذ أن كنا صغارًا في قاعات الدرس، وأضحت تلك العبارة واحدة من المسلّمات التي لفرط تكرارها ما عدنا نتأملها ونتفحصها، ثم كبرنا وافتتنا بغواية السرد، فامتلأت رفوف مكتباتنا بالروايات، وتصدرت الروايات المشهد الثقافي، ونزل النقاد  في ميدانها مدارساتٍ علميةً تارة ومقالاتٍ ثقافيةً تارة أخرى، حتى توهمنا أن الشعر لم يعد ديواننا .

عندما كنت طالبة جامعية كنا نردد في المحاضرات هذا التعريف «الشعر كلام موزون مقفى يدل على معنى» الوائد لروح الشعر عند بعضهم، وماكنا ندرك وقتها أننا نمارس الشعر في حياتنا اليومية فصيحًا كان أم عاميًا، مقفى أم غير مقفى، نطعّم به أحاديثنا، ونستمع إليه على شكل أغنية حينًا أو نبعث به عبر رسالة هاتفية حينًا آخر، أو نرسله برفقة مقطع بصري مسموع فنستعيد بذلك طفولته الأولى يوم كان مسموعًا بالدرجة الأولى.  

مازال الشعر ديواننا وإن افتتنا بغواية السرد، وإن أدهشتنا روعة الفنون البصرية، وإن انغمسنا في سحر الأفلام.

مازال الشعر ديواننا الذي وثّق مآثر العرب ونقلها للعالم أجمع، وصاغ مشاعرنا ومخاوفنا أيضًا، وأضفى للحياة بعدًا آخر حيث الخير والمحبة والجمال.

 مازال الشعر ديواننا الذي يلطّف وطأة الحياة !

يأتي قرار تسمية هذا العام 2023 م  ليكون ( عام الشعر العربي ) احتفاءً بالشعر الذي كان ومازال يحمل حلاوة الدهشة البكر والتقاط جمال التفاصيل الصغيرة، وتعزيزًا لحضوره في الحضارة الإنسانية، وتذكيرًا بمكانته المستحقة بين آداب العالم وفنونه.

والصفحة الثقافية في رسالة الجامعة ترحّب بالشعراء جميعهم، أرسلوا لنا نصوصكم فهذا العام عامكم يا شعراء.

د. أريج السويلم

مديرة التحرير الثقافي في رسالة الجامعة

 

0
No votes yet

Add new comment

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA