تتنوع الذخائر البحثية «Research corpora» بناء على نوع البحوث التي تستخدمها ومجالاتها وأهدافها، منها الذخائر التي تعتني باللغويات والكلام المنطوق واللغات البشرية، وهذه الذخائر، كذلك تتنوع بناء على تطبيقاتها وأهداف الأبحاث التي تستخدمها.
أنواع أخرى نجدها مخصصة للنصوص المكتوبة أو الصور أو الفيديوهات وغيرها كثير، وهي مهمة ومطلوبة كبداية انطلاق لكثير من الأبحاث القيمة، وتحتاج عملية بناء لهذه الذخائر لإمكانيات كبيرة بشرية ومادية، وكذلك خبرة في الطريقة المثلى لبناء مثل هذه الأدوات.
من هذه الذخائر ما يهتم بالمعالجة الرقمية للكلام البشري واللغات، وبالتحديد تهتم بدراسة استكشافية وتصنيفية وسبر لأسرار العواطف التي يتحلى بها «لا إرادياً» المتكلم أو المتكلمة من خلال إشارة الكلام فقط بصرف النظر الكامل عن حركات وإشارة ولغة جسم من يصدر منه الكلام.
من هذه العواطف، على سبيل المثال، الحزن والفرح والاستغراب والتساؤل أو حتى المرض، وغيرها كثير. تطبيقات وفوائد دراسة وتمحيص العواطف البشرية المحمولة ضمن إشارة الكلام البشري كثيرة ولا يمكن حصرها، منها على سبيل المثال تضمين كلام و»تفهيم» الإنسان الآلي للعواطف المختلفة «كما هو حال البشر»، وذلك ليتعامل مع من حوله وكأنه إنسان فعلي.
تطبيق آخر، هو معرفة صفاء أو اعتلال مزاج ونفسية قائد طائرة مدنية سيقوم برحلة في الحال، إذ من المهم أن يكون قائد الطائرة في وضع نفسي وصحي متميز وإلا لن يُسمح له بقيادة الرحلة؛ كل هذا من الممكن معرفته من كلام قائد الطائرة عندما يتكلم في الميكروفون في قمرة الطائرة.
في السنوات الماضية تم بناء واحدة من هذا النوع من الذخائر الصوتية البحثية «KSUEmotions» في كلية علوم الحاسب بالجامعة وبدعم مشكور من الخطة الوطنية بالجامعة ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وقد بُنيت تلك الذخيرة للمتكلم العربي سواء كان رجلاً أم امرأة ومن جنسيات وعواطف متعددة.
وكانت تلك الذخيرة الصوتية جزءاً من رسالة ماجستير لطالب الدراسات العليا في الكلية المهندس على حميد مفتاح، ومما زاد هذه الذخيرة الصوتية أهمية واعترافًا بها هو قبولها للنشر والإدارة في الصيف الماضي في أحد المنظمات العلمية الأمريكية التي تهتم بشكل خاص بالذخائر اللغوية والصوتية.
رابط هذه الذخيرة في موقع المنظمة هو كما يلي «https://catalog.ldc.upenn.edu/LDC2017S12».
أ. د. يوسف بن عجمي العتيبي
كلية علوم الحاسب والمعلومات
وكيل الكلية للدراسات العليا والبحث العلمي
Add new comment