المركبات الكهربائية بين المخاوف والمنافع

 

 

انتشار المركبات الكهربائية في العالم لا يعني بالضرورة ثقة جميع الناس بها، فرغم إدراك  تأثيرها البيئي والاقتصادي إلا أن البعض مازال متردداً وربما متخوفًا من اقتنائها، وهذا التخوف مصدره الأساسي هو فارق التكلفة بينها وبين المركبات التقليدية، كون التكلفة المباشرة 

عاملاً مهماً للمستهلكين رغم أن تلك التكلفة مبررة بيئيًا واقتصادياً، حيث سيتم تعويضها عن طريق توفير الوقود مستقبلًاً، لذا تعمل العديد من الحكومات في بعض الدول الصناعية بشكل أكبر من السابق على تقديم حوافز مالية للمستهلكين بهدف تشجيع طلبهم على هذ النوع من المركبات.

أما التخوف الآخر لدى جزء كبير من المستهلكين فيتمثل بما يعرف باسم «قلق المدى»، أي القلق من توقف السيارة بسبب نفاد الشحن عند مسافة قصيرة نسبيًا، لذا فالمدى الذي تحتاجه المركبة الكهربائية قبل أن ينفد مالديها من شحن يرتبط كثيرا بتوافر ما يكفي من البنية الأساسية للشحن. كما أظهرت بعض الاستطلاعات أن الكثير من الراغبين بشراء المركبات الكهربائية قلقون بشأن مدى القيادة الحالي البالغ 160 كم ويفضلون أن يكون مدى القيادة على الأقل ضعف ذلك، خاصة في ظل التكلفة الباهظة لهذه المركبات.

لذا تقوم بعض الحكومات أيضًا بالمساعدة في معالجة هذه المسألة من خلال توفير الدعم المالي لإقامة البنية الأساسية لشحن المركبات الكهربائية في الطرق السريعة والمناطق الحية. كما يمكن حل مشكلة قلق المدى عن طريق توفير محركات تعمل بنظام الشحن الذاتي المتجدد عن طريق الخلايا الشمسية والتي تم تطبيقها مثلاً في اليابان ضمن برنامج المدن الصديقة للبيئة.

لقد أسهمت هذه السياسات في تحقيق أهداف مهمة مثل وجود إنتاج موضعي ومعه استهلاك موضعي للطاقة، وكذلك تأمين الطاقة في الحالات الطارئة من خلال توفير التغذية الكهروشمسية في حالة العجز عن توفير الطاقة من شبكات الشحن العامة.

ختاماً، يمكن القول إن الدافع البيئي يبقى دافعا قوياً للتوجه نحو هذه المركبات التي تقوم على إحلال المحرك الكهربائي بدلاً من محرك الاحتراق الداخلي الذي يعمل بالديزل أو البنزين وما يسببه من تلوث وآثار بيئية سلبية، فظاهرة الاحتباس الحراري وثقب الأوزون دعت العلماء والباحثين للعمل على تطوير تكنلوجيا مختلفة هدفها حماية البيئة من آثار المحركات الملوثة وأيضا إيجاد بديل لمصادر الطاقة الأحفورية الناضبة.

الطالبة رغد الشهراني والطالبة غالية المنقاعي

قسم الاقتصاد - كلية إدارة الأعمال

0
No votes yet

Add new comment

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA