تُعد الطفولة إحدى المراحل المهمة التي يمر بها الإنسان، فيها تشتد قابلية الطفل للتأثر بما حوله, وخصوصاً في السنوات الخمس الأولى التي تتكون فيها شخصيته بصورة تترك أثرًا عليه طيلة حياته, وهذا ما يجعل التركيز على هذه المرحلة العمرية تربويًا أمرًا يستحق العناية. تسعى رياض الأطفال لتحقيق تلك الأهداف التربوية الشاملة بتهئية بيئة غنية بالأنشطة والوسائل الموزعة في أركان تعليمية, وهي تستهدف تثبيت المفاهيم لدى الأطفال, وتنمية حواسهم وقدراتهم عن طريق اللعب الحر المحبب لأطفال الروضة.
ويقوم اللعب والذي يعتبر أداة تشخيصية وعلاجية في آنٍ واحد، بتفريغ المكبوتات الداخلية للأطفال، وبالتالي يساعد في الخفض من حدة المشاكل والاضطربات السلوكية والنفسية عامة والسلوك العدواني خاصة، كما يعلمهم ويكسبهم المهارات الاجتماعية المختلفـة وكيفيـة التعامل مع الآخرين ومع الأشياء المحيطة بهم في بيئتهم، باعتباره أداة محببة للطفـل يجلب له السعادة والراحة.
والعلاج باللعب من الطرق الهامة في دراسة وعلاج مشكلات الأطفال بوصفه من أحد أهم أساليب العلاج النفسي للأطفال، حيث ثبت أن للعب كفاءته في التعرف على مشكلات الأطفال، نظراً لأن الأطفال لا يتكلمون بسهولة ووضوح عن مشاكلهم.
ويمثل السلوك العدواني مشكلة نامية في المجتمعات المعاصرة، فهـو منتـشر بـين طلاب المدارس بكثرة، ويمثل خطراً باعـثاً على الاضطراب يجب السيطرة عليه بـشكل مبكـر، وقد وجـد أن الـسلوك العـدواني لا يؤدي فقط إلى العدوانية المضادة وإلى فقدان الشعبية والنبذ مـن المجتمع، وإنما قـد يتسبب في مشاكل في التعلـيم وســلوكيات اندفاعية وسـرعة انفعـالات ومـشاكل مع الرفاق وجنوح الأحـداث إضافة لفـشل فـي المدرسة وهروب مـن المدرسة.
ويمكن للأنشطة البدنية أن تلعب دورًا هامًا في حث الأطفال على التعلم الذي يخفض حدة السلوك العدواني، وتؤكد التربية الحديثة على أهمية اللعب لذلك أصبحت الألعاب والأنشطة التربوية جزءًا لا يتجزأ من المناهج التربوية, ويقع على عاتق المعلم الدور الكبير في استغلال الألعاب وتوظيفها في العملية التربوية, ومن خلال الألعاب يمكن أن يمارس الحياة العملية, كما يمكن كذلك ان يتعرف على بعض العلاقات الاجتماعية مع الآخرين.
سارة عمار الحقباني
كلية التربية
Add new comment