تعتبر مرحلة الطفولة المبكرة من المراحل المهمة في حياة الإنسان، فقد أجمع العلماء على أن سنوات الطفولة المبكرة هي فترة نمو مستمرة في جميع النواحي، يتلقى الطفل خلالها دروساً للعادات والتقاليد والقيم السائدة في مجتمعه، وهي مرحلة تتميز بالمرونة والقابلية للتعلم.
لذا كان الاهتمام بإنشاء مدارس للأطفال قبل سن المدرسة، فالروضة توفر للطفل الرعاية بكل صورها وتحقق مطالب نموه وتشبع حاجاته وتتيح له فرص اللعب المتنوعة؛ ليكتشف ذاته ويعرف قدراته ويعمل على تنميتها ويتشرب ثقافة مجتمعه، فيعيش سعيدًا متوافقًا مع ذاته ومجتمعه.
وقد حددت وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية أهدافاً عديدة لرياض الأطفال، أهمها «تنمية القيم التي تعمل على الاعتزاز بالدين والولاء للملك والانتماء للوطن»، ففي عصر العولمة تشتد الحاجة إلى تأكيد هوية الأطفال الذين يواجهون العديد من الثقافات الوافدة التي قد تعصف بانتمائهم لهويتهم، والمواطَنة قيمة جديرة بتقديمها للأطفال، مما يساعد على تقبل بعضهم البعض وثقتهم بأنفسهم والبعد عن العدوان واستخدام الحوار البناء المتفهم، وهذا ما نصبو إليه في تعزيز قيم المواطنة لدى الأطفال.
كما أن تنمية المواطنة لدى النشء من أهم سبل مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين، وحيث إن التقدم الحقيقي للوطن في ظل تحديات القرن الجديد ومستجداته تصنعه عقول وسواعد المواطنين، فإن تعزيز الانتماء الوطني يعد الركيزة الأساسية للمشاركة الإيجابية والفعالة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ولما كانت مؤسسات التعليم هي المصنع الحقيقي لإعداد الطلاب وتأهيلهم للانخراط في المجتمع، لذا يجب أن تتحمل هذه المؤسسات الجانب الأساسي في تعزيز قيم الانتماء الوطني.
وعلى ضوء ما تقدم، أكد العلماء ضرورة إكساب أطفال الروضة قيم المواطنة، وذلك لأن هذه المرحلة هي من أهم المراحل لغرس القيم والسمات المرغوب فيها، والتي تساعد النشء على التكيف في ظل التغيرات المتلاحقة في إيقاع الحياة، كذلك لأن البذور الأولى في الاهتمام بقضايا الوطن لدى كثير من القيادات الوطنية بدأت عندما كانوا أطفالاً صغارًا.
نورة سعيد القحطاني - رياض أطفال
Add new comment