مع دخول فصل الشتاء، تتأثر صحة الأطفال في كثير من الأحيان ويصابون بأمراض موسمية والتهابات، بل حتى الكبار أيضاً قد يعانون نفس المشكلة، والشتاء بالنسبة لي ليس غريباً، لأنني تكيفت معه سابقًا، ولي تجربة قاسية مع الشتاء في إحدى دول المغرب العربي منذ سنوات مضت، فالشتاء في المشرق العربي ليس بأشدّ من الشتاء في المغرب العربي الذي تنزل فيه الثلوج.
في هذا الشتاء تأثّرت صحة أطفالي قليلاً فذهبتُ إلى الصيدلية أمام الشارع الرئيسي من شقتنا لأشتري بعض الأدوية والمسكنات كمساعدة أولية لهم قبل مراجعة المستشفى الجامعي الذي وفّرته الجامعة لنا كطلاب في هذه البلاد المباركة.
وصفت للصيدلي نوع المرض، وحدد لي مشروبًا بنكهة الفراولة محببًا عند الصغار، وقدمت له المبلغ، فقال باستغراب: ما عندك صرف؟ قلت: لا والله ما عندي! المبلغ كبير والفاتورة أقل من عشرة ريالات فقط! ماذا أفعل!
وبينما نحن في الحوار إذ دخل إلينا رجل سعودي وسلّم علينا وقال لي: أنت جارنا الذي يسكن قريباً من المصلى الفلاني؟ فقلت: نعم! ولم أكن أدري حينها أن الرجل جاري، ولكنه عندما قال لي المصلى الفلاني تأكدت له الأمر.
الشاهد أن هذا الجار السعودي طلب من الصيدلي إرجاع المبلغ لي وسدد عني الفاتورة! فشكراً جزيلاً له ولكل محسن في هذه البلاد الطيبة المباركة، وهم كثر، نعم يا إخواني فالأمر لا يقاس بريالات معدودة بل إنه فضل المصلى والجوار، وصدق القائل عندما يقول: الجار قبل الدار!
رجال مهدي يوسمادي
طالب دكتوراه إندونيسي بكلية الآداب
Add new comment