لا شك أن نسبة كبيرة من طلاب البكالوريوس والخريجين على اختلاف كلياتهم وتخصصاتهم، يأملون ويحلمون في إكمال الدراسات العليا، إلا أن هذا الحلم سرعان ما يتبخر عند عقبة «المعدل المطلوب» ما يدفع كثيرين منهم للسفر خارج المملكة لإكمال الدراسة ولو على حسابهم الخاص.
وإن كان هذا الحل مناسباً للمقتدرين مادياً ومن تسمح ظروفهم بالسفر والاغتراب فإنه ليس مناسباً للأغلبية من الراغبين بإكمال الدراسة، ومعلوم أن التفوق وتحقيق المعدل المرتفع تحكمه عدة عوامل لا يمكن اختزالها فقط بإهمال الطالب وتقصيره أثناء دراسة البكالوريوس، بل تشمل جوانب أخرى عديدة من أهمها الأجواء الأكاديمية والبيئة المحفزة للطالب للتعلم إضافة إلى ظروف أخرى عديدة خاصة بالطالب.
وبما أن لكل مشكلة حلاً ولا يوجد مستحيل في عالم التعليم، فإننا نطالب القائمين على شؤون الدراسات العليا البحث عن حلول مناسبة لمثل هذه المشكلة المتمثلة بتحقيق «المعدل المطلوب» كشرط أساسي للقبول في برامج الدراسات العليا.
ولعل من أيسر تلك الحلول استحداث «فصل دراسي تأهيلي» للراغبين في إكمال الدراسات العلياء بدرجتيها -الماجستير والدكتوراه - ممن لم يحققوا شرط «المعدل المطلوب» ويكون القبول والدراسة في هذا الفصل بمقابل مالي لضمان الجدية، ومن يجتاز ويحقق المعدل المطلوب يلتحق في الدراسات العليا.
لو تم تطبيق هذا الاقتراح فإن الجامعة تكون قد حققت أمرين في آن واحد، الأول تلبية مطلب الراغبين في إكمال الدراسات العليا وتحقيق أحلامهم، والثاني الحصول على عائد مادي إضافي خارج ميزانيتها المعتمدة.
محمد بن عبدالهادي الجهني
عضو هيئة تسوية الخلافات العمالية بمنطقة الرياض
مدرب تطوير
Add new comment