أنا الآن خريجة جامعة الملك سعود، وأحببت أن أشارك تجربتي مع الأندية الطلابية، بعيداً عن المجاملة أو المعلومات المكررة، ولكن سأطرح تجربتي ومدى انعكاسها على شخصيتي والجوانب الأخرى من حياتي.
للأندية الطلابية دور كبير في صقل الشخصية واكتساب المهارات، حتى العوائق فيها تعتبر نقطة إيجابية تزيد من طاقة التحمل لدى الشخص، ومن ناحية العلاقات الاجتماعية تعرفت على عدد كبير من الأشخاص منهم من أصبح مقرباً مني، ومنهم من تبادلت معهم مصالح مشتركة إلى أشخاص اكتسبت منهم الخبرة وجلب الفرص الكثيرة.
الأندية توسّع دائرة علاقاتك ولا تحصرك بمجموعة من نفس اهتماماتك فقط، الأنشطة الطلابية كنز في يد الطالب يستغله لصالحه ما دامت تصل إليه دون جهد أو مال، عليه فقط أن يعطيها الوقت والاهتمام اللازمين.
لا أستطيع حصر فوائد الانضمام إلى الأندية الطلابية، ولكن أبرزها أنها تنقلك لجو خارج الدراسة تمامًا، وتزيد من انتمائك للجامعة وتقضي وقت فراغك فيها، وتزيد من ثقتك بنفسك. كما أنها تنمي مهارات عديدة لديك مثل مثل القيادة والمعرفة وإدارة المخاطر والتخطيط والتنفيذ وإدارة الوقت وتقسيم المهام وغيرها إضافة إلى أنها تنمي روح التعاون وتقبل الآراء والتفاعل مع المجتمع، وكسر حاجز الخجل، وتفتح لك فرصاً كبيرة مع جهات خارجية.
يعزف بعض الطلاب عن الانضمام للأندية الطلابية بحجة عدم تقديم المكافآت لهم مقابل العمل، ولكن ما يسعني قوله في هذا المجال أن المكافأة الأكبر التي سوف تحصل عليها هي تطوير نفسك وساعات تثبت عملك للجهات الخارجية إضافة إلى النتائج الأخرى التي تم ذكرها سابقًا.
في حال كانت لديك الرغبة في التسجيل ولكن لا تستطيع تحديد أي نادٍ يمكنك الانضمام إليه، أنصحك بالتسجيل في النادي الذي يثير حماستك أو يناسب ميولك حتى لو في كلية أخرى، ما دام سيساعدك في تطوير مهاراتك، المهم أن لا تفوت الفرصة، وبالتأكيد يبقى نادي تخصصك الأفضل والأهم لأنه يقدم لك فرص رحلات أو مقاعد ورش عمل أو دورات في تخصصك وتكون لك الأولوية طبعًا.
تدعم الاندية الطلابية سيرتك الذاتية خاصة أن مهارات العمل مختلفة عن المهارات الأكاديمية مثل البحث والاستنتاج وما إلى ذلك، وجميعها دلالة على اطلاعك على معلومات في تخصصك أو تخصص مشابه ودورات ومشاركات فعالة، إضافة إلى المشاركات التطوعية الدالة على روح التعاون لديك وإنجاح الفريق، وجميعها تعزز سيرتك الذاتية.
«وإن تعبت في عمل الخير، فإن التعب يزول والخير يبقى» أهم شيء استنتجته أن في العمل التطوعي بركة عظيمة، عندما تقدم شيئاً بدون مقابل وتتفاجأ كيف يعود إليك في يوم من شخص آخر أو بتيسير أمر، مما جعلني أحرص حتى بعد الجامعة على الاستمرار بنشر علم أو فائدة بالقدر المستطاع، من يذق طعم مكافأتها سيفهم ما أقصد.
اليوم الذي أتطوع فيه ألاحظ تفريجاً لأمور كثيرة متعكرة بيومي وتتيسر لي فرص ما كنت أتوقع حصولها في المدى القريب، ومع أن نهاية اليوم تكون متعبة جدًا إلا أن تعبها وتعب الوقت السابق في التجهيز ينمحي بتعليق المستفيدين بسببك، ولم استشعر التطوع بالمعنى الحقيقي للكلمة حتى أصبحت الساعات لا تهمني بقدر ما يهم عدم إضاعتها في يومي بشيء غير مفيد.
من يلتحق بالجامعة ويخرج منها ولا يوجد في سيرته الذاتية سوى معدله، فقد أضاع 70% من فرص الاستفادة من المرحلة الجامعية.
نهاية السنة الأخيرة لي في الجامعة حققت إنجازاً كنت أخطط له من بدايتها أنا وصديقتي شيماء الكاف والحمد لله تم، وهو ثلاث جوائز على مستوى الجامعة، لذلك صدقًا لا شيء يضيع سدى، كل جهد تبذله سيعود إليك أضعافاً وبأي شكل من الأشكال.
بسمة الجردان
كلية إدارة الأعمال
Add new comment