تلقينا جميعاً بمزيد من السرور توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود- يحفظه الله- بصرف مكافأة مالية قدرها 2000 دولار للمبتعثين في جميع دول العالم، وذلك بناءً على ما رفعه سمو ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، يحفظه الله.
وما زاد فرحتنا هو أن هذا التوجيه الكريم جاء ليشمل الدارسين على حسابهم الخاص في الجامعات المعترف بها، إضافة إلى إلحاق الدارسين على حسابهم الخاص في الجامعات في جميع دول العالم - ممن أكملوا الشروط اللازمة - بالبعثة التعليمية ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي.
وإنني في هذه المقالة لا أشير فقط إلى هذه المكرمة التي قدمها خادم الحرمين الشريفين لأبنائنا وبناتنا المبتعثين، فكم لخادم الحرمين الشريفين من أيادٍ بيضاء ترعى وتهتم بكل أبناء الوطن، بل ما أود التأكيد عليه هو أن هذا التوجيه الكريم له معان متعددة من بينها ما يلي:
أولاً: حرص خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين - حفظهما الله - على رعاية أبناء الوطن المبتعثين، وهو ما يظهر في مواطن كثيرة من بينها حرص الملحقيات الثقافية على التواصل والتعاون مع المبتعثين وتقديم ما تستطيعه من دعم لتيسير استكمال المبتعثين لمسيرتهم العلمية، وهو أمر يجب التأكيد عليه، فهذا الدور يدعم بشكل كبير المبتعثين، وهو أمر تحرص عليه قيادة الوطن وتدعمه باستمرار.
ثانياً: اهتمام الدولة – وفقها الله - بتنمية الثروة البشرية، وثقتها الكاملة في شباب هذا الوطن، وأهمية الاستثمار فيهم، كونهم - بإذن الله- القوة الدافعة للتطور والتنمية في المجتمع، من خلال نفع الوطن بمعارفهم ومهاراتهم التي اكتسبوها، وهو حق عليهم، وحق للوطن أن يستفيد من سواعد أبنائه المخلصين.
ثالثاً: التأكيد على حرص الدولة – وفقها الله - على تحقيق رؤية 2030، ومدى اهتمام هذه الرؤية بالمواطن، وتحقيق رفاهيته، خاصة وأن هذا التوجيه الكريم يتضمن جوانب عديدة معنوية ومالية، فهو في حقيقة الأمر يدعم جميع الأسر السعودية التي حرصت على مساعدة أبنائها «مالياً» للحصول على أعلى الشهادات من الجامعات العالمية، حيث جاء هذا التوجيه ليحمل العبء عن هذه الأسر، وهو عدد كبير لا يستهان به.
رابعاً: التأكيد على حرص الدولة - وفقها الله - على استثمار المعرفة وأثر ذلك في دعم اقتصاد الوطن، فجميعناً يعرف تماماً مدى إسهام المعرفة في تنمية اقتصاد دول كثيرة تفتقر إلى الموارد الطبيعية، ورغم ذلك تصدرت دول العالم في التنمية الاقتصادية الشاملة، وأثرت إيجاباً على جوانب تنموية متعددة فيها.
ختاماً، يطيب لي تهنئة جميع أبنائنا وبناتنا المبتعثين، وأسرهم، ووزارة التعليم، وجميع مؤسسات التعليم العالي، وأسأل الله العلي القدير أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لكل ما فيه خير البلاد والعباد.
أ. د. يوسف بن عبده عسيري
وكيل الجامعة للتخطيط والتطوير
Add new comment