الإرادة الحرة «وهم» نقنع أنفسنا بحقيقته

على عهدة جامعة يال
الإرادة الحرة «وهم» نقنع أنفسنا بحقيقته
جميعنا نود أن نعتقد أن لدينا إرادة حرة، الفكرة بحد ذاتها مطمئنة، إلا أن دراسة جديدة تشير إلى العكس وأننا لا نملك حتى الإرادة لاختيار نوع قهوتنا المفضلة.
وأوضحت الدراسة التي قام بها علماء من جامعة يال الأميركية، أن ما نملكه حقا يسمى بـ«خيار الضمير» وأن الإرادة الحرة ليست سوى خدعة قاسية من أدمغتنا، فبكل بساطة نحن لا نتخذ القرارات بل نقنع أنفسنا أننا فعلنا.
وقال آدم بير أحد الباحثين من مجلة ساينتفيك أمريكان «ربما في اللحظات التي نختبر عملية اتخاذ قرار ما في عقولنا، فإننا نغير مجرى التاريخ، بخداع أنفسنا أننا قمنا بعملية التفكير، بينما طوال هذا الوقت كان الدماغ قد أنهى تلك العملية وتعداها بالتفكير بالنتائج».
ربما يصعب فهم العملية، لكن التجربة توضح الفكرة بشكل أوسع وأدق، إذ طلب الباحثون من عدة أشخاص النظر في خمس دوائر بيضاء على شاشة كمبيوتر، واختيار الدائرة التي يتوقعون أن تتحول للون الأحمر، ومن ثم يجيبون بنعم إذا اختاروا الدائرة الصحيحة التي تحولت للون الأحمر، ويجيبون بلا إن كان اختيارهم خاطئًا.
نظرياً يجب أن تكون نسبة الإجابات الصحيحة حوالى 20 في المئة، إلا أن الإجابات الصحيحة تعدت الـ 30 في المئة، ما يعني أن المشاركين لم يجيبوا بما اختاروه، بل أعطوا الإجابة حسب النتيجة، لأنهم ببساطة لم يرغبوا بأن يكونوا على خطأ.
وقال بير: «هذا النمط من الاستجابة يوحي أن عقول المشاركين بدلت تسلسل الأحداث في الإدراك الواعي، وخلقت الوهم بأن الاختيار تم قبل تغير لون الدائرة، لكنه في الواقع كان منحازاً من قبل ذلك».

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA