قد تستغرب لوهلة من العنوان وتتساءل؛ هل حقّاً لا أستطيع اختراع عجلة أفضل؟ سأبتسم لسؤالك المتوقع وأقول لك: دعني أخبرك عن حقيقه يجهلها الكثير! حينما دخلت الجامعة عام ١٤٣٢هـ كنت أراها كالثقب الأسود تجذب ما يدور في فلكها أو يقترب منها بلا استئذان، لأنها عالم من السهل أن تطلع على خططه الدراسية وجداوله، ولكن من الصعب جدًا أن تعي «خبراته وتجاربه الحياتية».
كنتُ أتمنى في تلك الفترة أن أَجِد من يخبرني عن تلك الخبرات التي يُدفع ثمنًا لها «عُمر الشخص» ولكن للأسف وكأنه حتمٌ علينا أن نأكل «ذات المطب» التي أكله من قبلنا.
في هذه الحياة سَنَن ثابتة، وفِي تجاربنا التي نخوضها مُنعطفات مُحددة لابد من سلوكها، ولكن العلامة الإرشادية قبل تلك المنعطفات –وللأسف- لن تخبرك عن ماهية التحدي والخطر الذي ستواجهه وإنما كتب فيها فقط «احذر مرحلة جديدة من حياتك».
في هذه المساحة الضيقة، سأحاول جاهدًا أن أصنع نافذة ترى من خلالها تجارب غيرك الحياتية لتستفيد منها، تجارب دراسية، جامعية، قيادية بل حتى اقتباسات من التخصص الذي أدرسه لترى كيف أن مبادئه العجيبة تؤثر علينا بشكل غريب! أسفل هذه النافذة ستجد الحكمة العالمية «لا تُعد اختراع العجلة»، فالعجلة منذ قديم الزمان وعلى اختلاف الحضارات تم الاتفاق غير المُعلن أن تكون دائرية لتنساب حركتها، ولكنهم لم يتفقوا على نوعها ومادتها ولا حتى مواصفاتها وميزاتها! لتخلص لنا غاية هذه الحكمة: لا تضيّع وقتك وحياتك، فالذكاء يكمن في أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون لا أن نكرر ذات بداياتهم. وتلك هي #همسات_خرّيج التي يكتبها لك أسبوعيًا طالبٌ في سنته الأخيرة من الجامعة.
عُمر بن عبدالله الضباح
رئيس نادي الهندسة الصناعية
إضافة تعليق جديد