مكامن الأخطار الكهربائية وسبل تجنبها ومعالجتها

الكهرباء نعمة من نعم كثيرة أفاء الله بها علينا حتى أضحت حياتنا بدونها أمرًا لا يمكن تحمله أو حتى مجرد تصوره، وإن كانت الكهرباء حيوية ومهمة تجعلنا في أمس الحاجة لها في مناحٍ شتى في حياتنا، فإنها أيضا قد تكون ذات خطر داهم وشر مستطير إذا لم نعِ كيفية استخدامها والتعامل معها ونعرف قواعدها وأصولها وتدابير الأمن والسلامة الواجب توخيها للوقاية من عواقبها الوخيمة ومخاطرها الماحقة.

ومخاطر الكهرباء قد تحدث بسبب الجهل أو التهاون أو سوء الاستخدام وقد ينتج عنها حوادث مأساوية وكوارث مميتة تشمل إزهاق الأرواح وتلف الممتلكات إلى جانب عطب الأجهزة والمعدات، ولما كانت حياة الإنسان أغلى ما في الوجود فسنبين في هذه العجالة وبما تسمح به المساحة المتاحة لها مكامن الأخطار الكهربائية وسبل تجنبها ومعالجتها.

إن أبرز المآسي والكوارث التي تحدث بسبب الكهرباء وتودي بالأرواح وتتلف الممتلكات تتمثل في الصعق الكهربائي ونشوب الحرائق، فالشخص قد يتعرض للصعق الكهربائي إذا لامس سلكًا مكهرباً مما يجعل التيار الكهربائي يسري في جسمه فيخترق العضلات والأعضاء الحساسة والمتحركة كالقلب والرئتين مما يشل حركاتها ويعطل وظائفها، كما يكون له تأثير كيميائي في تحليل بعض السوائل الهامة في الجسم كالدم والبلازما والمخ والمواد النخاعية، وآخر حراري كأن يترك آثار حروق وكدمات في الجلد، وقد تصل هذه الآثار إلى درجة الوفاة «لا سمح الله» إذا لم تتم المبادرة في قطع التيار الكهربائي وإسعاف المصاب في الحال.

أما الأثر الثاني الذي يحدث بسبب الكهرباء فهو الحرائق، حيث إن النسبة الكبرى لأسبابها تعزى إلى التماس الكهربائي وسوء التركيبات الكهربائية والتحميل الزائد مما ينجم عنه كوارث جمة تذهب بسببها الأرواح والأموال. وفيما يلي بعض النصائح التي يؤمل أن تساعد على تفهم بعـض الحقائق الثابتة، وبالتالي يمكن -بمشيئة الله- تجنب تلك الآثار السيئة وتفادي مخاطرها المحتملة.

- من المعلوم أن المملكة تمر بفترة انتقالية بالنسبة لتغير الجهد المزدوج «127 - 220 فولت» إلى تطبيق جهد موحد هو 220 فولت فقط، وأن كل المباني الجديدة ملزمة بتمديدات هذا الجهد الموحد، وحيث بقي في فترة السماح هذه ما يقارب العشر سنوات فهي فترة ليست بالقصيرة لأن يظل الجهد المزدوج ملازمًا لنا وما ينطوي عليه من مخاطر محتملة، لذا يجب الانتباه نحو التمييز بين الجهدين وعدم الخلط بينهما، حيث إن لدينا أجهزة ومعدات تعمل بالجهدين معاً وبخاصة لعب الأطفال المنتشرة الآن ومعظمها يتم شحنه أو تشغيله بالكهرباء.

- عند استخدام المدافئ الكهربائية «في فصل الشتاء» والتي تصل قدراتها المقننة حوالي 2000 واط أو أكثر فإنه يجب تشغيلها مع الجهد 220 فولت وليس مع الجهد 127 فولت لأن التيار الكهربائي مع الجهد الأول يكون النصف تقريباً مقارنة بتشغيلها مع الجهد الثاني، كما ينصح بعدم استخدامها في غرف النوم وبخاصة غرف نوم الأطفال.

- تجنب تحميل المقابس «الأفياش الثابتة في الجدار» فوق طاقتها المصممة لها، أي تفادي الإفراط في تشغيل عدة أجهزة في آن واحد من مقبس واحد باستخدام التوصيلات، لأن التيار الكهربائي في هذه الحالة سيكون عالياً وربما يتجاوز القيمة المقننة لتلك المقابس، الأمر الذي يؤدي إلى انصهار المواد العازلة لتلك التوصيلات فتصبح عارية ومن ثم يحدث تماس وحريق وبخاصة إذا كانت التوصيلات تمر فوق سجاد أو موكيت أو قرب مواد قابلة للاشتعال.

- إذا كانت الأجهزة الكهربائية ذات القدرات الكبيرة والسحب العالي للتيار الكهربائي ذات تركيب ثابت مثل المكيفات والسخانات والمجمدات وأفران الطهي فتوصل بتمديدات مستقلة من لوحة التوزيع الرئيسية «الطبلون» والتي تحتوي بداخلها عادة على وسائل الحماية لكافة التمديدات الكهربائية بالمنزل، وإذا كانت تلك الأجهزة متنقلة وغير ثابتة كالغسالات والدفايات والمكانس والكاويات فيصمم لها مقابس جدارية خاصة تتحمل القدرات الكبيرة لتلك الأجهزة.

وأخيرًا، لنعي ونتذكر دائمًا أن الكهرباء إما صديق ودود أو عدو لدود، ونسأل الله السلامة للجميع.  

أ.د. عبدالله محمد الشعلان

أستاذ الهندسة الكهربائية ـ كلية الهندسة

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA