البكتيريا بديل للمضادات الحيوية

تعد  الفيروسات من مسببات  أمراض الكبد والإيدز وشلل الأطفال والجدري والأنفلونزا والالتهاب الرئوي وغيرها من الأمراض، وتعد الفيروسات من المسرطنات البيولوجية وأحد أدوات الحرب البيولوجية، حيث تمتاز الفيروسات بقدرتها الفائقة على انتقاء الخلايا التي تصيبها، فمنها ما يصيب الخلايا الكبدية أو العصبية أو المناعية أو السرطانية أو غيرها.  وعلى جانب آخر بعض الفيروسات لها قدرات علاجية وتعرف بالفيروسات العلاجية «أكلة البكتيريا» وتستخدم في علاج الأمراض المعدية، كما تستخدم في حفظ الأطعمة  من التلوث  بالبكتيريا. كما تستخدم الفيروسات في التقنية الحيوية، إنتاج اللقاحات، العلاج بالجينات، في تقنية النانو وكنواقل دوائية انتقائية.

 وفي الآونة الأخيرة زاد الاهتمام بدراسة الفيروسات «أكلة  البكتيريا» لتحل بديلاً عن المضادات الحيوية للوقاية من الأمراض المعدية التي تسببها البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، حيث أشارت تقارير إلى أنه  بحلول عام 2050 ستحصد هذه  البكتيريا أرواح الملايين من البشر، وتمتاز الفيروسات العلاجية بأنه يصعب على البكتيريا مقاومتها وليست لها  آثاراً  جانبية، كما أن لها انتقائية عالية، فتقتل البكتيريا الضارة دون المساس بالنافعة، أيضا جرعة واحدة منها تقضي على البكتيريا، كما يتوقف نمو الفيروس العلاجي بمجرد الشفاء من المرض، بالإضافة إلى قلة التكلفة الاقتصادية، وما زالت الأبحاث مستمرة لتحقيق نجاحات في هذا المجال العلاجي الواعد. 

وعلى مستوى متقدم في التقنية العلاجية تستخدم الفيروسات في العلاج بالجينات واستهداف السرطان، فتستخدم التقنية الحيوية لتحويل الفيروسات إلى جسيمات فيروسية نانومترية لتصويب الجينات بشكل انتقائي إلى الخلايا المريضة لإصلاح الخلل الجيني لعلاج الأمراض الوراثية وغير الوراثية. 

وحديثاً تستخدم الفيروسات في علاج السرطان وتهديف مضاداته صوب الخلايا السرطانية، حيث تعزز الجهاز المناعي ليفرز الإنترفيرون وعامل نخر الورم وغيرها من المحرضات الخلوية التي تحدث نخراً وتحللاً ذاتياً وموتاً مبرمجاً للورم السرطاني بشكل انتقائي، ويتميز العلاج الفيروسي بضآلة آثاره الجانبية وتحسين جودة حياة مرضى السرطان. وقد ثبت علمياً سلامة وفعّالية العلاج الفيروسي كآلية حديثة لعلاج الأورام، وبدأت تؤتي ثمارها في علاج سرطان الرئة والقولون والكبد والبروستاتا وغيرها من السرطانات. ويمكن تحضير الفيروسات العلاجية في مستحضرات دوائية مختلفة مثل الأشربة والمراهم والحقن الحبوب والمستنشقات وغيرها. ولاتزال الأبحاث مستمرة لإنتاج فيروسات إنتحارية لعلاج السرطانات المختلفة.

إن الاعتدال خير دواء وللوقاية من الأمراض بصفة عامة والسرطان بصفة خاصة، فيجب عدم الإفراط في تناول المضادات الحيوية وعدم التعرض للملوثات والضوضاء والإقلال من تناول اللحوم الحيوانية والشحوم والحد من القلق والتوتر وتجنب العدوى، كما يجب تناول الغذاء الصحي الطازج المتوازن الغني بالبقوليات والصويا والحبوب الكاملة والخضروات والفاكهة والمشروبات الطازجة، كما أن ممارسة الرياضة وعلو الهمة والتفاؤل والرضا والتقوى والابتسام وحسن إدارة الذات والوقت يزيد من إفراز هرمون السعادة ويعزز كفاءة الجهاز المناعي. كل ذلك يعطي الإنسان طاقة إيجابية ويجعله أكثر سعادة ويتمتع بصحة أفضل. 

ا.د. جمال الدين إبراهيم هريسه

كلية الصيدلة – جامعة الملك سعود

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA