جودة التحضيرية والاعتماد الإداري

تسعى العديد من الكليات والعمادات بجامعة الملك سعود إلى الاعتماد الإداري ISO وهو ما تشجعه الجامعة وتستحثه من عماداتها وكلياتها سعيًا نحو الجودة والتطوير والتميز لها ولطلابها، وذات يوم سألني أحد الزملاء عن فائدة الاعتماد الإداري إذا ما قورن بالاعتماد الأكاديمي وعلاقته بجودة المنتج التعليمي ألا وهو طالب الجامعة، وأنه لا فائدة منه، فهو يختص بالمنتجات الصناعية بالمقام الأول ولا علاقة له بالتعليم من قريب ولا من بعيد.

وكان تعجبي لمثل هذا الرأي والأفكار التي يتباها بعض أعضاء هيئة التدريس أو مدربو المقررات، وكان ردي بأنه كيف لأي مؤسسة تعليمية أن تتطور أو تنهض وترقى وهي تتبع في نظم إدارتها نفس النظم التي اتبعتها في خمسينات وستينات القرن الماضي!

إن إدارة المؤسسة التعليمية من وجهة نظري قد تعني 90% من نجاحها، فهي قد ترتقي بعمل منسوبيها وجهدهم إلى القمة أو تهوي به إلى فشل ذريع، ولذلك أكبر الأثر على منتجها التعليمي «الطالب» سواء كان ذلك بصفة مباشرة أم غير مباشرة.

إن جودة الإدارة من خلال «نظام إدارة الجودة» تعني تنظيم العمل ووضع القواعد والأطر لعمل مؤسسي وليس عملاً قائماً على الأفراد والشخصيات، ومن فوائده: وضع هيكل تنظيمي للمؤسسة ككل وقطاعاتها وأقسامها وإداراتها بما يضمن موقع ومكان كل وظيفة، وضع التوصيف الوظيفي والمهام الوظيفية لكل وظيفة بالهيكل التنظيمي بما يجعل انتقال العمل من موظف لآخر أو من مدير لآخربسبب «ترقية – سفر – حضور مؤتمر» بسلاسة ويسر وبدون أي قيود أو انتظار لانتقال الخبرة من وإلى الموظف الجديد بالوظيفة، فالمهام الوظيفية محددة وواضحة، وبالتالي يتم الانتقال، وقد علم الموظف الجديد أو عضو هيئة التدريس أو منسق المقرر داخل الكلية أو العمادة ويعي تماماً ويدرك المهام الوظيفية المكلف بها من أول دقيقة تسلم فيها العمل.

أيضا من فوائده تحديد الإجراءات التي يقوم بها القسم – الوحدة– الإدارة وتكويدها، وكذلك الخطوات التنفيذية لكل إجراء، وتحديد النماذج المستخدمة لتنفيذ الخطوات التنفيذية وتكويدها وترقيمه، وتوفير السجلات والتوثيقات الدالة والشاهدة على التحقق والتنفيذ.

هذا بعض من كل مما يتم نحو الاعتماد الإداري والذي لا يترك فرصة للعشوائية في الإجراءات أو اتخاذ القرارات، بل ويمكن تعديل هذه الإجراءات وتطويرها داخل النظام واختيار الأنسب منها، وإضافة أو حذف خطوات تنفيذية أو نماذج للتعديل والتطوير أو استبدلها بأفضل منها بما يرقى بالإجراء أو النماذج ولكن في إطار خطوات واضحة ومعتمدة لهذا التغيير داخل هذا النظام بما يفيد تطوير المؤسسة ورقيها إدارياً وبما ينعكس على النتائج المرجوة، فهل هذا النظام الدقيق «نظام إدارة الجودة» وبنظرة عامة يقلل من الأخطاء الشخصية والاجتهادات التجريبية والوقت لنقل الخبرة، أم لا؟

إن سعي عمادة السنة التحضيرية بجامعة الملك سعود إلى تطبيق نظام إدارة الجودة بكل عزم وإصرار وواقعية شأنها في ذلك شأن العمادات والكليات الأخرى بالجامعة، وذلك لتكملة العقد ومنظومة التميز لجامعة الملك سعود، وكان بذل الجهد ونتيجة العمل المثمر والمراجعات والتدقيق الداخلي بين أركانها وجنباتها ودهاليزها، أقسامها وإداراتها ووحداتها ليظهر ذلك بفضل الله في إجازة النظام من قبل المدقق الخارجي والموافقة على منح العمادة شهادة الأيزو ISO9001:2008، ليدل دلالة قوية على متانة وركائز العمادة وحرصها على التميز والتطوير والجودة وجودة منتجها التعليمي.

وأعتقد أن عمادة التحضيرية هي الأولى في المملكة التي منحت شهادة الآيزو 9001، وهي ليست المحطة الأخيرة فهناك العديد من تطلعاتها مثل استخدام نهج «6 sigma» لتقويم وضبط مخرجات التعليم في السنة التحضيرية، وتطبيق برنامج إتقان ITQAN على أقسامها ووحداتها وإداراتها، ونقول لها هنيئاً لك ولجميع منسوبيك بهذا التتويج، وهنيئاً لجامعة الملك سعود ومنسوبيها بهذا الجهد الدؤوب المخلص بين أروقتها وكلياتها وعماداتها للتميز والرقي والجودة، ودائمًا من رقي إلى رقي وكل عام وأنتم بألف خير.

د. هشام عبده عبدالعزيز عبدالغفار

عمادة السنة التحضيرية

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA