يقصد بالعمل التطوعي الجهد المبذول من أفراد المجتمع بدافع وقناعة للمشاركة طواعية من واقع الشعور بالمسؤولية والإحساس بالانتماء للمجتمع، وهو لا يهدف إلى تحقيق أي ربح مادي، أما يوم التطوع العالمي أو اليوم الدولي للمتطوعين «اختصاراً بالإنجليزية:IVD»، فهو احتفالية عالمية سنوية تجئ في 5 ديسمبر سنويًا، وقد حددتها الأمم المتحدة منذ عام 1985.
وتظهر أهمية العمل التطوعي لدى الشباب في تعزيز الانتماء الوطني، وتنمية قدراتهم ومهاراتهم الشخصية العلمية والعملية من خلال مشاركتهم في أنشطة المجتمع المختلفة؛ كالتطوع في حالات الطوارئ، والعمل الخيري في دار المسنين، والمحافظة على البيئة، وإعطائهم الفرصة لإبداء آرائهم وأفكارهم في القضايا العامة واقتراح الحلول لها، كما وأن العمل التطوعي يساهم في علاج بعض الانحرافات السلوكية لدى الشباب، ومن ذلك على سبيل المثال أن العمل التطوعي يسهم في علاج الإدمان، الذي من ضمن أنواعه مايطلق عليه العلاج بالعمل، وفيه يحث المريض على العمل بشكل كبير ليفرغ طاقاته ونشاطه، وينشغل عن التفكير في تعاطي المادة المخدرة؛ لذلك دائماً ما ينصح الشباب من الجنسين باللجوء الى العمل التطوعي فى حال وجود وقت فراغ لديهم، واستثماره بأعمال نافعة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أوتقضي عنه ديناً، أوتطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهراً، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظاً، ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل، كما يفسد الخل العسل».
إن للعمل التطوعي محاسن كثيرة ومتنوعة على مستوى الفرد والجماعة والمجتمع، إلا أن هناك العديد من التحديات والمعوقات التي تشوب هذ العمل النبيل، بعضها مرتبط بالمتطوع نفسه والآخر بالمجتمع ومؤسساته الأهلية والرسمية؛ فمن الأسباب التي ترتبط بالفرد الطبيعة الشخصية لدى بعض الأفراد وخاصة الشباب وسلبيتهم في العمل، فتجد البعض يضع العديد من الحواجز النفسية التي تعوق مشاركته التطوعية في المجتمع؛ كالخجل أو عدم الشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع ومؤسساته سواء لعدم الثقة بهذه المؤسسات أو لعدم توافق مهام هذه المؤسسة مع شخصيته واستعداداته.
وفي دراسة حديثة أجريناها على طلاب المرحلة الثانوية بمدينة الرياض تبين من النتائج أن نسبة عالية جداً تقدر بـ 80٪ من عينة الدراسة نادراً ما يُشاركون في أعمال تطوعية، وهذا دليل على عزوف الشباب عن المشاركة. أما فيما يخص الأسباب التي تعود للمؤسسات الأهلية والرسمية، فمنها عدم تعريف المتطوعين بالفوائد التي سيحققها عملهم التطوعي، وضعف الجانب الإعلامي والحوافز.
أخيراً ما العلاج؟ من أجل النهوض بالعمل التطوعي لا بد من غرس ثقافة التطوع في نفوس النشء والشباب وتبني مشكلات المجتمع، على أن يتوافق تكليف المتطوع مع إمكانياته وقدراته، ومراعاة رغبات المتطوع وظروفه وإعطائه الثقة في نفسه؛ وإيجاد التسهيلات والحوافز للمتطوعين، وإنشاء مراكز تجمعهم وخلق باب المنافسة فيما بينهم، وإلى اللقاء.
د. علي بن أحمد السالم
المدينة الطبية الجامعية
إضافة تعليق جديد