لا تتجاوز نسبة القبول في مرحلة رياض الأطفال حاليا (12 - 15٪) من شريحة الأطفال في سن (3 - 6) سنوات، بينما نسبة الموهوبين من أصل السكان تتراوح بين (2 - 5٪)، وبذلك فإن نسبة الموهوبين من جملة المقبولين في مرحلة رياض الأطفال تعد نسبة ضئيلة، وبالتالي فإن توسيع قاعدة قبول الأطفال في مرحلة رياض الأطفال تؤدي لزيادة نسبة الموهوبين في هذه المرحلة.
هذا ما أوضحته رسالة دكتوراه بعنوان «رعاية طفلك الموهوب قبل دخول المدرسة .. خطة استراتيجية» للباحثة فاطمة بنت عايض فواز السلمي، ودعت فيها لضرورة الكشف المبكر عن الموهوبين في مرحلة الطفولة تمهيداً لتقديم أوجه الرعاية والتنمية اللازمة لهم.
وأصلت الباحثة من خلال هذه الدراسة عدة مفاهيم متعلقة برعاية الموهوبين في مرحلة الطفولة إسلامياً، وتسليط الضوء على بعض التجارب العالمية في رعاية الأطفال الموهوبين بما يتماشى مع العقيدة والمنهج الإسلامي القويم، فقد أشارت إلى أن الإسلام اهتم بالأطفال الذين تظهر عليهم علامات النجابة والنبوغ والتميز بغض النظر عن أصولهم وبيئاتهم الاجتماعية، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم خير مربٍّ وراعٍ للمواهب الفذة في سن مبكرة، وقد سبق الإسلام الغرب في تقدير النبوغ والحث على رعاية النابغين وبيان فضلهم في ازدهار مجتمعهم.
كما أشارت الباحثة إلى أن أبرز المعايير في اكتشاف وتشخيص النابغين في العصور الأولى تمثلت في عامل الوراثة ونقاء الأصل، إضافة إلى الموقف السلوكي والأداء المميز الذي تكون حصيلته الإنتاج المبدع والعطاء المبتكر المتجدد.
وأكدت أن هذه المعايير ذاتية تعتمد على الملاحظة والحدس في إطار قيم المجتمع وأعرافه وتقاليده، وبقيت هذه المعايير الذاتية وغير الموضوعية لتفسير ظاهرة التفوق والكشف عن الموهوبين والتفوقين عقليا حتى أوائل القرن العشرين، حيث يعد هذا التاريخ بداية وضع الأسس والمعايير العلمية والمنهجية لاكتشاف ورعاية الموهوبين في المجتمعات الأوروبية والأمريكية.
ولفتت الباحثة إلى أن النتائج الميدانية كشفت وجود بعض الصعوبات التي تعترض مجال رعاية الأطفال الموهوبين في المجتمع السعودي وهي حسب الأهمية ضعف الاهتمام الإعلامي بفئة الموهوبين، يليها ضعف التعاون والتنسيق بين الأسرة ومؤسسات رياض الأطفال في الكشف عن الطفل الموهوب ورعايته، وأخيراً ضعف إعداد وتأهيل المعلمات والمشرفات على رياض الأطفال في مجال رعاية الموهوبين.
إضافة تعليق جديد