يمثل الماء حوالي أكثر من ٧٠ بالمئة من مساحة الكرة الأرضية، حيث إن ٩٧.٥ بالمئة من الماء المتواجد على الكرة الأرضية ماء مالح، بينما يمثل الماء العذب حوالي ٢.٥ بالمئة من الماء المتواجد على الكرة الأرضية، وقدر العلماء حوالي ٦٨.٧ بالمئة من الماء العذب الموجود في الكرة الأرضية هو ماء متجمد، بينما حوالي ٣٠.٩ بالمئة من المياه العذبة على الكرة الأرضية هي مياه جوفية في باطن الأرض، لذلك لابد من محاولة فهم ديناميكية المياه على سطح الكرة الأرضية، لمعرفة طرق تنميتها والمحافظة عليها عن طريق فهم دورة الماء في الطبيعة.
ودورة الماء في الطبيعة هي في حركة مستمرة، ليس لها بداية من نهاية، ولنفترض بدايتها من سقوط أشعة الشمس على المسطحات المائية من بحار ومحطات، بحيث تعمل على تسخين مياه هذه المسطحات المائية وتبخيرها، فيتصاعد بخار الماء إلى طبقات الجو العليا، ويتكثف مكوناً السحب، وعند ما تتوفر ظروف معينة من ضغط ودرجة حرارة، تبدأ الأبخرة بالهطول على هيئة أمطار وثلوج سواء على المسطحات المائية أو اليابسة.
والأمطار التي تسقط على اليابسة يتبخر جزء بسيط منها نتيجة اختلاف درجات الحرارة بين الماء واليابسة، وآخر يتم امتصاصه من قبل النباتات، والجزء الأخير يبدأ في التغلغل بين حبيبات التربة عاملاً على إشباعها بالماء.
ومع استمرار هطول المطر تصل التربة إلى حالة التشبع «امتلاء جميع الفراغات الموجودة بين حبيبات التربة بالماء»، فتصبح غير قادرة على تمرير الماء خلالها، وبالتالي تبدأ مياه الأمطار في التدفق على سطح الأرض مكونة سيول وأنهار.. الخ، فتتدفق هذه المياه بين الأودية والأنهار حتى تصل إلى المسطحات المائية الأخرى وتختلط بها.
أما بالنسبة للمياه التي تتغلغل بين حبيبات التربة، فتبدأ في التدفق بين حبيبات حتى تصل إلى الخزانات الجوفية، والتي تعمل على تغذية الطبقات الجوفية بالمياه، وبالتالي ارتفاع منسوب المياه في الطبقات الجوفية.
والمياه الجوفية -كالسطحية- في حركة مستمرة، وتجد لها طريقًا بين حبيبات التربة حتى تصل إلى المسطحات المائية الأخرى.
هكذا تستمر حركة المياه مكونة حلقة مستمرة دون توقف، لذلك هي من النعم التي أنعم الله بها علينا، فالماء من أعظم نعم الله عز وجل التي أنعم بها علينا فذكره في قوله تعالى {أَوَلَم يَرَ الَّذينَ كَفَروا أَنَّ السَّماواتِ وَالأَرضَ كانَتا رَتقًا فَفَتَقناهُما وَجَعَلنا مِنَ الماءِ كُلَّ شَيءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤمِنونَ} سورة الأنبياء [الآية 30 ].
وليد الهوساوي
طالب ماجستير - كلية العلوم
إضافة تعليق جديد