وقفة مواطن

 

لا شك أن ما تمر به المنطقة العربية والشرق الأوسط إنما هو درس لجميع الدول وبداية عهد جديد واختبار حقيقي لقدرة كل دولة على تجاوز تلك المحن والفتن بما تملكه من قدرات وإمكانات وعقول مخلصة تسعى لتصحيح أوضاعها.

وعلى قدر الألم يكون الدواء، فبعض الدول أخفقت في تقدير المواقف ومواجهة التحديات، وركزت قياداتها على مصالحها الشخصية ومصالح منتميها والحفاظ على كرسي زعيمها، ورفضت الإصلاح ووقفت أمام شعوبها موقف الند بالند، وعاندت شعوبها ولم توفر لهم أبسط حقوقهم، فكان مصيرها الخراب وظهرت الخيانات المدفونة والفوضى الهدامة وانهار الأمن والاقتصاد ودفع الجميع ثمناً غالياً من تهجير وقتل وإبادة وفرقة، وأصبحت تلك البلاد أرضاً خصبة لعبث الإرهابيين وتفريخهم وبوابة لتمزيق الأمة العربية وإبادة وتهجير شعوبها، وهذا واضح من خلال ما يحدث في سوريا والعراق وليبيا واليمن.

بينما هناك دول أخرى وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودول الخليج، نهجت منهج الإصلاح وعزلت شعوبها عن الفكر الضال والفوضى واتخذت طريق توحيد المجتمع وغرست في أبنائها الولاء وحب الوطن ونورت شعوبها بالخطر القادم عن طريق جميع قنوات التواصل سواء المرئي والمسموع والمقروء والتواصل الاجتماعي، فحافظت على تماسكها ودافعت عن راحة أبنائها من أي خطر قادم واتخذت قرارات حازمة دفاعاً عن الوطن والمواطن ومقدسات البلد ومقدراته وحفاظاً على رفاهية المواطن، واستخدمت القوة ضد العدو الخارجي لقطع دابر كل معتد وإحباط أي مخطط يسعى لزعزعة أمنها واستقرارها، بل وساهمت في حماية واستقرار دول عربية أخرى من الانهيار والفتن كما فعلت مع مصر وتونس والأردن وساعدت الدول الإسلامية في محاربة التمدد الشيعي وإفشال المخططات الإيرانية.

إن دولتنا حفظها الله تحارب على عدة جبهات، وتبذل الغالي والنفيس في سبيل أن يعيش المواطن في أمن وسلام وينام ويذهب ويسافر ويعيش حياته اليومية بشكل طبيعي دون خوف أو رعب أو حزن، ونحن لسنا معزولين عما يحدث في المنطقة، وموقعنا الجغرافي ومركزنا الإسلامي وقدرتنا الاقتصادية وكثرة مواردنا الحيوية ووجود الحرمين الشريفين، يؤهلنا لنكون الدولة العظمى اقتصادياً في المنطقة والدولة الإسلامية الأولى، ويجعلنا كذلك مستهدفين للطامعين والحاقدين ونحارب من كل الاتجاهات.

ولعل ما قام به الكونجرس الأميركي من اتهام حكومتنا وإلصاق التهم بها حول أحداث 11سبتمبر، دليل على حجم الضغوط التي تتعرض لها حكومتنا الرشيدة أعزها الله، كما أن محاربة العرب السنة وتهجيرهم وإبادتهم يفرض علينا أن نكون مشاركين ومؤثرين وعروبتنا وقيمنا الإسلامية تحتم علينا القيام بمسؤوليات كبيرة تجاه قضايا الأمة العربية والإسلامية.

على مستوى الداخل لم تتجاهل الدولة مواطنيها ولم توقف مشاريع التطوير التنمية رغم الظروف الاقتصادية وتقلب أسعار النفط، ومضت في رسم المستقبل للوطن والمواطنين من خلال وضع رؤية شاملة «رؤية المملكة 2030» وبرنامج تحول وطني، لنتحول من دولة مستوردة ومستهلكة إلى دولة منتجة ومصنعة ونعتمد على اكتفائنا الذاتي، ووفرت الدولة بنية تحتية ضخمة في كل مجالات الحياة، سواء التعليم والصحة والطرق وتوفير السكن لكل مواطن، والقضاء على البطالة، وجذب الاستثمارات الخارجية، واستقطاب رؤس الأموال، لأجل تنمية مستدامة.

إن خطوة ترشيد الاستهلاك وتقليل النفقات في الوقت الراهن أمر ضروري سواء على المستوى الشخصي أو المؤسسي، لتستمر عجلة التنمية، لذا عليك أخي المواطن أن تلتمس العذر وعدم الانجراف وراء الإشاعات الهدامة التي تستغل أي ظرف لزعزعة الأمن، فيجب أن نلتف حول الدولة في شدتها ونقف صفاً واحداً ونكون عوناً لها في تحقيق أهدافها، وندعو الله أن يحفظها ويديم علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار في ظل حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وسمو ولي عهده وسمو ولي ولي العهد حفظهم الله.

ناصر رشيد الرشيد 

عمادة شؤون الطلاب

nalreshed@ksu.edu.sa

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA