الشخصية القيادية لا تعرف الأنانية

 

تختلف شخصيات الناس باختلاف أطباعهم وتجاربهم التربوية والاجتماعية والثقافية والمهنية، وكثيرة هي العوامل التي تؤدي إلى تكوين شخصية الإنسان، لكن ثمّة شخصيات إيجابية وأخرى سلبية، ومن الشخصيات الإيجابية التي يطمح الكثير من الناس بلوغها هي الشخصية القيادية التي تملك تأثيراً كبيراً على الآخرين.

الأشخاص القياديّون لم يولدوا هكذا، فإضافة للموهبة والصفات الفطرية يتطلب الأمر تضافر عدّة عوامل في شخصيّة الفرد، ولكن الاهتمام بالتّطوير وصقل المهارات والمثابرة على العمل من أهم ما يميّز الشخصيّات القياديّة، ولا يقتصر الأمر على مجال بعينه، فالشخص القيادي تظهر شخصيّته في شتّى المواقف التي تحتاج لتعامل سريع ووضع حلول للمشكلات الطارئة.

والشخص القيادي يتمتّع بمهارات عامّة لازمة لوضع الخطط والتّنسيق بين مجموعة من الأشخاص ووضع مهمّات ليقوموا بها وصولاً إلى النّجاح في تحقيق الهدف المطلوب، بداية من المجموعات الدراسيّة الصغيرة أو فرق الألعاب الرياضيّة، وصولاً إلى الشركات وإدارتها  التّطوير المجتمعي.

ولكي تصبح شخصيّة قياديّة يجب عليك تطوير ذاتك من عدّة محاور، بداية من مهاراتك الشخصيّة وصقل الصّفات الحميدة التي تتمتّع بها، والتي من خلالها تبرز شخصيّتك وتكون أكثر تميزاً عمن هم حولك، كذلك العمل على تنمية المهارات الاجتماعية، مثل كيفيّة التّواصل مع الآخرين واكتساب ود من تتعامل معهم، وسرعة التّواصل والتّعامل في المواقف الاجتماعية المختفة.

أيضاً العامل البدني مهم في عمليّة تطوير الذات، فكلما تمتّعت بلياقة بدنية أعلى ومظهر صحي أفضل، زادت ثقتك بنفسك في التعامل وزادت ثقة الآخرين بك لما تمارسه من تأثير نفسي غير مقصود عليهم.

وعلى الصّعيد العملي يجب عليك التمتّع بأكثر من كونك ماهراً في العمل ومتميّز، إذ يجب أن تكون مطّلعاً على جميع تفاصيل المهنة ومدركًا للأحداث الدائرة حولك وتأثيرها على الأعمال، وأن لا تفكّر في مجدك الشّخصي فقط، بل تتجاوز ذلك لتصل إلى الاهتمام بتحسين حياة من حولك.

أيضاً يجب أن تتمتع بأريحية تمنح الناس ثقة في أن يتحدثوا معك ويعتمدوا عليك في التّعبير عن مشاكلهم، وأن تبدي قدراً كبيراً من المرونة والصّبر والتعاطف لما تستمع إليه من مشاكل الآخرين، بل إن تتجاوز ذلك لأن تتمتّع بالذكاء الكافي لأن تفهم طبيعة المشاكل التي يمر بها من حولك وتساعدهم في حلّها دون أن تكون مصدر إحراج أو تدخّل مفرط في شؤونهم.

ومن أهم ما يجب أن تتمتع به دائماً في حياتك هو الإيثار، فعليك أن تتجاوز الأنانيّة والمكاسب المادية الشخصية، في مقابل العمل بدأب وبذل كل ما تستطيعه من وقت ومجهود وأموال إن استطعت لأجل تطوير وتلبية احتياجات من حولك.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA