في بداية الفصل الدراسي احتجت لتجديد بطاقتي الوظيفية كوني تغربت أربع سنوات في الولايات المتحدة الأمريكية وحضرت على بداية تغيير الشكل الجديد للبطاقة، الصدمة أن الموظف أبلغني أنه لا يوجد موعد أقرب من شهرين، تفاجأت فعلياً ولم أجد مبرراً لكل هذه المدة الطويلة جداً للحصول عليها.
قبلت بتسجيل اسمي في القائمة الطويلة ثم أعطاني الموظف ورقة صفراء فيها تاريخ الموعد بدون توقيت ولا اسم، لأنصرف بعدها مستغرباً من طول المدة وطريقة التعامل وسوء توثيق المواعيد، وكأن كل ما نهتم به من جهود في جودة العمل داخل صرح عريق كجامعة الملك سعود يتطاير أمام عيني دون بقايا ملامح.
مرت الأيام وكلما قابلت أحد الزملاء أراه ينتظر موعده المرتقب لتجديد بطاقته، أصبح شغلنا الشاغل هذه البطاقة، ولا أخفيكم خوف من حولي وتجاربهم السيئة التي تحولت إلى قصص فكاهية جعلني أهتم بموعد تجديد البطاقة وأضع تنبيهاً خاصاً به على مكتبي وجوالي.
أتى الموعد واليوم المرتقب للحصول على بطاقتي الوظيفية الجديدة، حضرت كما يجب ثم صدمني الموظف بقوله: «اليوم مزدحم جداً عليك الحضور في الغد!» حضرت في الغد كما طلب، وبدأ موظف آخر في البحث عن اسمي في قوائم المواعيد، وللأسف خلال ثلاث دقائق اعتذر لي الموظف أنه لم يجد اسمي، وبدأت مرحلة التشكيك هل أنا لدي موعداً فعلياً أم أني قمت بالكتابة على ورقة صفراء بنفسي ثم خلقت لهم موعداً، وهذا اتهام بالتزوير رضيت به وتنازلت عن كل حقي في الرد مقابل أن أظفر ببطاقة جامعية!
كان تعامل الموظف سيئاً للغاية، قررت أن لا أجادله، ثم قال: «اليوم نحن لدينا ضغط كبير سنجد لك وقتاً آخر لاحقاً»، انتظرت وطال الانتظار ثم عاد ليشرح فضله وخدمته في أنه سينهي الأمر لي الآن ويصدر البطاقة، تماشيت مع الموقف، أخذت بطاقتي وانصرفت شاكراً ومقدراً وممتناً للموظف ومديره فضلهم العظيم على العبد الفقير.
عدت للكلية، واجهت زميلي فبشرته وفرح لي بهذا الخبر، لكن للأسف قال يا طارق ومن يصدر لي بطاقتي الجامعية؟ دعوت له بالتوفيق فأمامه مهمة صعبة!
لا أجدني بحاجة للقول، إنه يجب أن يكون هناك اهتمام إداري على مستوى عالٍ بمثل هذه الإجراءات التي تستهدف كل أعضاء هيئة التدريس، لأن في قصة المقال ما يكفي لشرح سوء الموقف والتعامل والإجراءات.
أ. طارق الأحمري
محاضر بقسم الإعلام
إضافة تعليق جديد