يعد التنمر الإداري من أساليب القيادة السلبية، ونوعاً من العدوان الذي يمارسه بعض القادة مع العاملين في المنظمة، ويشمل التهديد بالفصل أو الخصم من الراتب، أو تأخير الحوافز، أو التوعد بالنقل، ويكون بهدف الإصلاح أو زيادة الإنتاجية أو تخويف العاملين من أجل بذل مزيد من الجهد لمضاعفة الإنتاج.
ويتسم أسلوب التنمر بالهجوم والعدوان تجاه أحد الموظفين أو مجموعة من العاملين صدر منهم أفعال من شأنها أن تؤثر على سير العمل أو حجم الإنتاج، وقد يستخدم المدير أسلوب التنمر رغم أن حجم الخطأ لا يتناسب مع ما يقوم به من ردود فقل قوية تجاه من ارتكب الخطأ.
وهناك نوعان من التنمر الإداري. الأول تنمر إدارى بسيط «لفظي» يستخدم فيه القائد أو المدير أسلوب التهديد والوعيد فقط دون القيام بأي ممارسات من شأنها أن تضر العامل، وقد يقوم القائد بإيقاع الجزاء على الموظف ولكنه قد يتراجع إذا اعتذر الموظف عما قام به.
الثاني تنمر إدارى شديد، وفيه يقوم المدير أو القائد بتنفيذ ما أطلقه من تهديدات مثل خصم الراتب أو نقل الموظف أو فصله، ولا يستجيب القائد لتوسلات العامل أو من يحاولون تهدئة الأمور من الزملاء أو الرؤساء المباشرين.
ويتميز التنمر الإداري بأعراض عدوانية تتمثل في التهديد والعدائية ورفع الصوت والصراخ، والتدقيق في كل صغيرة وكبيرة، والتعنت في الرأي وعدم التسامح، إضافة لإثارة الخوف في نفوس العاملين، وكثرة القرارات الإدارية عدم سماع شكاوى العاملين أو الرؤساء المباشرين.
أما أسباب التنمر الإداري فأبرزها وجود قائد متسيب سابق في الإدارة، ورغبة القائد الجديد في السيطرة وضبط المؤسسة، فيلجأ إلى أسلوب التنمر، وقد يلجأ القائد إلى التنمر نتيجة انخفاض الإنتاج في المؤسسة وعدم تنفيذ القواعد واللوائح الخاصة بالمؤسسة، وبعض القادة تتسم شخصيتهم بالتنمر ويستخدمونه كنوع من السيطرة على العاملين لاتباع أوامرة ودفع عجلة الإنتاج.
ولا شك أن التنمر الإداري قد يؤدي إلى زيادة الانضباطية وزيادة الإنتاج خاصة إذا كان العاملون تحت قيادة قائد متسيب سابقا لا يهتم بالعمل وضبطه، فالتهديد مع هؤلاء يؤدى إلى تحسين الإنتاج لبذل الجهد وعدم التقاعس، وفي الوقت ذاته قد يؤدى التنمر إلى ردود فعل سلبية من العاملين خاصة إذا كان دون سبب، وكان العاملون يؤدون واجبهم على أكمل وجه، فيشعرون حينئذ بالظلم والاضطهاد ويقل بالتالي الإنتاج لتأثر الروح المعنوية لدى العاملين.
وتتمثل إحدى الوسائل التي يمكن اللجوء إليها لعلاج تلك المشكلة في استبعاد الشخصيات التى تتسم بالتنمر دون سبب، ومن الحلول إخضاع القادة الذين تتسم شخصيتهم بالتنمر إلى دورات تدريبية للتعرف على الوسائل التي يجب أن يتعاملوا بها مع العاملين من أجل دفع عجلة الإنتاج والنمو في المنظمة، كما يجب أن يدرك هؤلاء القادة أن استخدام أسلوب العلاقات الإنسانية من أفضل الوسائل الإدارية.
نصيحة من طبيب إداري: النجاح حالة ذهنية فإذا أردت النجاح فابدأ بتخيل نفسك إنساناً ناجحاً، واعلم أن الطريق إلى النجاح هو دائماً تحت الإنشاء، وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام.
أ. هوازن بنت زهير كتبي
ماجستير ادارة وتخطيط
مدربة معتمدة
hkutbe@ksu.edu.sa
العيادة الإدارية
التنمر الإداري
إضافة تعليق جديد