«فيبروميالجيا» مرض.. لا علاج له

يصيب مرض «الفيبروميالجيا Fibromyalgia» الملايين حول العالم ويتسبب في الإرهاق الدائم والشعور الغامض بالألم والاكتئاب، أو التهاب العضلات والألياف المزمن، وأكثر ضحاياه من النساء، ومسبباته مجهولة حتى الآن، لكن أول علاج طبي له طُرح عام 2007 في الولايات المتحدة الأمريكية.

ومن أعراضه آلام مزمنة تنتشر في عموم الجسد وتختلف شدتها من يوم لآخر، وتيبسات تصيب أجزاء الجسم وخصوصاً المفاصل وشعور دائم بالإرهاق وعدم الراحة حتى بعد الخلود للنوم، إضافة لصداع وخدر في الأيدي والأذرع، وقد يعاني المصاب من أعراض إسهال أو إمساك أو مغص وشدة آلام في الدورة الشهرية عند النساء وأعراض اكتئاب مزمن.

وقد لا يفيد إجراء تحاليل الدم، والأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي للعظام والأطراف والظهر، في الكشف عن علة المرض، فحيرة الأطباء لا تختلف عن حيرة المصاب، فالأسباب مجهولة؛ لكن بعض الأطباء انتبهوا إلى ظهور أعراضه بعد انتكاسة صحية أو عملية جراحية أو التهاب شديد، أو بعد تعرض المصاب إلى ضغط نفسي حاد، وتتراكم الأعراض بمرور الوقت، وقد تجتمع كل هذه الأسباب لتؤدي إلى المرض.

ويرى العلماء أن تكرار المحفزات العصبية نحو توكيد الألم في مناطق معينة من الجسد، قد يتسبب في ارتفاع مستويات مركبات كيماوية بعينها في الدماغ، تبدأ في إظهار أعراض الألم، وهو عارض سيتكرر لأشهر ثم لسنوات حتى تمتلك مستشعرات الألم ذاكرة مرضية تحفز المريض للتألم بمجرد تذكره أنه مصاب بآلام غامضة، وهكذا سيعيش المريض دوامة الألم وذاكرة الألم التي لن تنتهي.

ويتراوح عدد المصابين بالمرض في الولايات المتحدة ما بين أربعة إلى خمسة ملايين، وقد توصل الأطباء هناك الى إيجاد علاقة بين المرض وبين علاجات بعض أدوية الأعصاب، لاسيما مضادات الكآبة، وأشهر العلاجات التي جربت في علاج المرض هي دولوكسيتاين، ميلناسيبران وفينلافاكسين، وأقراص الصرع وإزالة التشنجات بريغابالين.

لكن الأطباء يؤكدون على ضرورة عدم تناول أي من هذه الأدوية دون إشراف الطبيب لأنّها تملك آثارًا مخربة على الدماغ والجسد البشري إذا جرى تناولها بإفراط ودون رقابة، لاسيما أنّها معنية أصلاً بعلاج أمراض عصبية ومنها الصرع، ويقصد منها تخفيف توتر الأعصاب ما يغير في معادلاتها الكيماوية ما لم تتم بإشراف طبيب مختص.