مكانتك في مجتمعك بمقدار ثقافتك

تعد القراءة من أكثر مصادر العلم والمعرفة وأوسعها، حيث حرصت الأمم المتيقظة على نشر العلم وتسهيل أسبابه، وجعلت مفتاح ذلك كله من خلال تشجيع القراءة ونشرها بين جميع فئات المجتمع، والقراءة كانت ولا تزال من أهم وسائل نقل ثمرات العقل البشري وآدابه وفنونه ومنجزاته ومخترعاته، وهي الصفة التي تميز الشعوب المتقدمة التي تسعى دوماً للرقي والصدارة.

وللقراءة أثر عظيم في بناء شخصية الفرد وفي تنمية عقله؛ فالعقل السليم في الجسم السليم ولا يحدث ذلك إلا بممارسة إحدى الرياضات التي تناسب السن، وعلى الإنسان أن يعود نفسه على ممارسة إحدى الرياضات يومياً حتى ينمو نموًا سليمًا صحيحًا، وأيضا تتوسع وتنضج أفكاره، وتتشكل سلوكياته وتتحقق آماله وتكون مكانته في مجتمعه بمقدار ثقافته.

والقراءة وسيلة من وسائل التقدم الحضاري، حيث إن أول آية نزلت في القرآن الكريم هي «اقرأ باسم ربك الذى خلق»، وهناك شخصيات عظيمة كانت القراءة سبب نجاحها وشهرتها، مثل العقاد الذي كان حبه للقراءة سبباً فيما حققه من نجاح وشهرة، والله عز وجل يقول «هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون»، وقال صلى الله عليه وسلم: «طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة». وقال: «من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع». وقال: «من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة، والملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا درهماً ولا ديناراً وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بخط وافر».

ولبيان أهمية القراءة فإن أول كلمة خاطب بها جبريل «عليه السلام» النبي صلى الله عليه وسلم هي كلمة «اقرأ» في قوله تعالى «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق». وهذا لا دلالة كبيرة وعميقة في اكتشاف أهمية القراءة للعلم والمعرفة.

ومن أهم فوائد القراءة أنها تمثل وسيلة اتصال رئيسية للتعلم والتعرف على الثقافات والعلوم المختلفة، وهي مصدر للنمو اللغوي للفرد ولنمو شخصيتة، والقراءة تمنح  الفرد القدرة على اكتساب مهارة التعلم الذاتي التي أصبحت ضرورة من ضرورات الحياة وبدونها لا يمكن مواكبة التطور العلمي.

وللقراءة دور كبير في تقوية شخصية الإنسان، فيصبح قادراً على الحديث بالمجالس ونقاش الآخرين في كل مجالات الحياة، وفي  ميدان التعليم، تعمل القراءة في التربية المعاصرة على توثيق الصلة بين التلميذ والكتاب، وتجعله يقبل عليه برغبة، وتهيئ الفرص المناسبة له كي يكتسب الخبرات المتنوعة، وتكسبه أيضاً ثروة من الكلمات والجمل والعبارات.

ومن فوائد القراءة أيضاً أنها وسيلة لاستثمار الوقت، فالمرء محاسب على وقته ومسؤول عنه، وسيسأل يوم القيامة عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه.

أ. نواف سعد المطيري

ماجستير القيادة والإدارة التربوية

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA