يقصد بالأنشطة اللاصفية تلك النشاطات والبرامج التي يمارسها الطالب خارج قاعات الدراسة طواعية، وتكمن أهمية تلك الأنشطة في تكوين شخصية الطالب وتزويده بالمهارات اللازمة التي تسهم في تعزيز ثقته بنفسه وقدرته على المبادرة والتخطيط السليم والاستقلالية في اتخاذ القرار وتنمية روح الجماعة لديه وإحساسه بأنه شخص يملك روح العطاء.
المرحلة الجامعية هي أفضل مرحلة يمكن اكتساب مهارات وخبرات خلالها، وإن الاجتهادات التي تقوم بها عمادة شؤون الطلاب ودعمها للأنشطة ليست كافية، فيجب أن يدرك المسؤولون أن الأنشطة اللاصفية لديها أهداف نبيلة وتأثيرها بعيد المدى والعنصر التربوي فيها من أهم أهداف الأنشطة.
ويقع على عاتق مسؤولي الجامعة والباحثين والأكاديميين والمختصين الاجتماعيين، تغيير النظرة السلبية عن الأنشطة بأنها مضيعة للوقت وتؤثر على الطالب في دراسته، كذلك على المسؤولين عن الأنشطة مواجهة العزوف عن الأنشطة لضعف بعض النشاطات وتكرارها وعدم محاكاة توجهات الشباب واستيعاب قدراتهم.
يجب أن تتماشى النشاطات مع أفكار جديدة تنم عن التوجهات الحالية للشباب والابتعاد عن فكرة الكم والأنشطة المستهلكة، ويجب التركيز على النوعية وعدد المستفيدين والاستعانة بالطلاب عموما، وأخذ عينة كبيرة من طلاب الجامعة سواء بالاستبانات أو ورش العمل لإيجاد أفكار جديدة، وخصوصاً أن الاستبانات توضح توجهات الشباب، والتركيز على التحول الوطني وكيف يمكن دفع الشباب إلى المشاركة في التنمية المستدامة عن طريق تنظيم البرامج التي تخاطب عقول الشباب مثل العمل الحر أو القطاع الخاص، وكيفية إنشاء مشروع وأهمية تطبيق النظام والمحافظة على ممتلكات البلد، وكثير من الأنشطة والغزو الإعلامي ومواجهة التطرف والفكر الضال.
وعلى الجامعة أن تولي اهتماماً أكبر بدعم النشاطات والأفكار وفتح قنوات جاذبة والاستعانة بالأساتذة المختصين لخلق أفكار وتكوين فرق وانتقاء الطلاب المتميزين والمتفوقين أكاديميًا واستغلال طاقاتهم وإشراكهم في توجهات المملكة.
ومن خلال خبرة طويلة في الأنشطة اللاصفية أرى أن أي نشاط ينبع من أفكار الشباب يلقى صدى ونجاحاً باهراً، والجامعة مؤسسة تعليمية وتربوية وتدريبية ومن خلال الأنشطة تستطيع تغيير بعض الأفكار والمعتقدات وتعديل السلوكيات الخاطئة وفهم واستيعاب الشباب وصناعة جيل الرؤية الفعال.
ناصر رشيد الرشيد
إضافة تعليق جديد