احتل «العمل التطوعي» المنزلة الأخيرة في أولويات الشباب الجامعي السعودي عند الرغبة في قضاء وقت الفراغ، حسب دراسة مسحية ميدانية رصدت أولويات واهتمامات الشباب الجامعي السعودي، واحتلت فئة الشباب بين (15 - 30 سنة) أقل الفئات العمرية مشاركة وإقبالاً على العمل التطوعي.
جاء ذلك في دراسة بعنوان «الشباب والعمل التطوعي وخدمة المجتمع السعودي» أصدرها مركز رؤية للدراسات الاجتماعية، أشارت إلى أن القطاع الأهلي أو ما يعرف بمؤسسات المجتمع المدني، أضحت أحد الشركاء الثلاثة في عملية التنمية الشاملة في المجتمع إلى جانب القطاع الحكومي والقطاع الخاص، نتيجة تعقيدات الحياة الحديثة وعجز الحكومات بإمكانياتها الإدارية والمالية عن مواجهة الحاجات المستجدة والمتنامية، ما أوجد مساحة للتواجد الأهلي وقبول مجتمعي وحكومي للمساعدة في سد بعض النقص في الحاجات المجتمعية، وأصبحت خطط التنمية في المجتمع تعتمد على تضافر جهود الجهات الثلاث.
وأظهرت نتائج الدراسة وجود رغبة واستعداد لدى الشباب في العمل التطوعي، إلا أنه يوجد عقبات ومعوقات بعضها خاص بالشباب وبعضها خاص بالمؤسسات التطوعية وبعضها خاص بالمجتمع وثقافته، تحول دون تحول الرغبة إلى سلوك مجتمعي حقيقي، وأبرز تلك العقبات النظرة المجتمعية السلبية للعمل التطوعي سواء بعدم الثقة في نوايا المتطوعين أو المؤسسة وإدارتها، أو النظرة الدونية للعمل التطوعي والسخرية من المتطوعين، مما يمثل عقبة قوية في سبيل تشجيع العمل التطوعي في المجتمع السعودي.
وكشفت الدراسة وجود قصور في المؤسسات التطوعية تجاه تشجيع الشباب على العمل التطوعي منها عدم مراعاة بعض المؤسسات التطوعية لقيم وأخلاقيات المجتمع كسماح بعض المؤسسات بالاختلاط مما يدفع الشباب الملتزمين (من الذكور والإناث) لترك العمل التطوعي واكتساب اتجاهات سلبية نحوه، إضافة لعدم وجود برامج تدريبية في المؤسسات التطوعية لإكساب المهارات للمتطوعين أو تنمية مهاراتهم، وضعف إمكانات المؤسسات التطوعية سواء المالية أو الإدارية أو الفنية مما يحكم مسبقاً بفشل العمل التطوعي أو ظهوره بصورة مشوهة وعشوائية تسيء للتطوع أكثر مما تفيد.
إضافة تعليق جديد