أسهمت وحدة الدارسات الأندلسية بكلية الآداب، في فتح نافذة علمية وفكرية على تراث الأندلس، وقد أنشئت الوحدة لتكون حلقة في سلسلة تميز وتطور جامعة الملك سعود وهي الرائدة عربياً وإسلامياً في خدمة التراث العربي والإسلامي.
وكان الهدف من إنشاء الوحدة خلق مناخ أكاديمي حقيقي يتخذ من تراث الأندلس أساساً للبحث والدراسة، وتوظيف حقول الدرس المختلفة «التاريخية، الأدبية، الفنية» في خدمة هذا المجال، والاهتمام بالمخطوطات الأندلسية، نظراً لكثرتها وإخراج مكنونها إلى النور، كما تهدف الوحدة للإسهام في الترجمة لفهم الاستشراق وعلاقته بالأندلس، كوسيلة للدرس المقارن.
وقد سعت الوحدة للتميز في مجالها من خلال العديد من الأنشطة التي تخدم الأهداف المرسومة بغية تحقيق الشمولية في تناول تراث الأندلس، ومن تلك الأنشطة عقد الندوات والمؤتمرات والحلقات الحوارية التي تستهدف التعريف بالفكر الأندلسي للمهتمين وتوجيه طلبة الدراسات العليا، للاهتمام به، وخدمته والإفادة منه في مسيرتهم العلمية.
كما تسعى الوحدة للتواصل مع التجارب المشابهة في الوطن العربي وعقد شراكات علمية، والتواصل مع المختصين والمهتمين بقضايا الأندلس من داخل المملكة وخارجها ودعوتهم لإثراء النقاشات، واللقاء بطلاب الدراسات العليا لتوجيههم وإفادتهم، إضافة لإصدار مجلة تختص بموضوعات الدراسات الأندلسية ونشر البحوث ذات الكفاية المنهجية والعلمية، وإنشاء موقع على الشبكة العنكبوتية يهتم بالتعريف بالوحدة والإعلان عن أنشطتها وتأسيس مكتبة إلكترونية تحتوي المصادر والمراجع التي تهمّ الباحثين في التراث الأندلسي.
وقد انطلقت الوحدة منذ تأسيسها في تفعيل أنشطتها بإشراف مباشر من قسم اللغة العربية وبالتنسيق مع الكلية، واضطلع بالدور المنوط بها ثلة من الأساتذة من قسم اللغة العربية وقسم الآثار وقسم التاريخ، وكلية اللغات والترجمة وغيرها؛ إذ إن الوحدة ذات طابع شمولي أسهم في تأسيسها نخبة من الأساتذة ينتمون إلى كليات مختلفة في الجامعة.
لا يمثل إنشاء هذه الوحدة دعوة للبكاء والصراخ على الأندلس، ولا دعوة لغزو أوروبا وإعادة افتتاح الأندلس، بل دعوة للإفادة من درس الأندلس التاريخي وتمثل أدواره الحضارية الإيجابية، ويتعين على الباحثين حالياً إلقاء الضوء على كيفية تعايش المسلمين مع غيرهم في الأندلس دون إقصاء للآخر، فقد كانت الأندلس إبان حكم المسلمين معياراً لقيم التسامح والانفتاح والتعددية.
ومن أهم فعاليات الوحدة خلال الفترة السابقة: ندوة «الأندلس..حضارة وتعايش» التي قدمها الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز الزيد، وندوة «الأدب الأندلسي في فضاءات الأدب المقارن» للدكتور محمد خير البقاعي، وندوة «حوار مع الفيلسوف ابن رشد» للأستاذ الدكتور معجب الزهراني.
عبدالله أحمد قنيوي
كلية الآداب
إضافة تعليق جديد