التعصب الرياضي.. الأعراض والأسباب والتبعات «3»

 

 يتخلل المناسبات الرياضية كفوز أحد المنتخبات الرياضية عادة أعمال عنف تطال آثارها الجمهور، وقد تتجاوز ذلك إلى الممتلكات العامة، وتعرف عند أصحاب الاختصاص بسلوك «الشغب – Riots». وتمثل ضرباً من ضروب السلوك الجمعي للأفراد، كالاحتشاد والجمهرة والمظاهرات، وهذا النوع من التصرف يتصف بأنه تلقائي وقتي يرتبط بالسياق الزماني والمكاني للموقف الذي يحدث فيه، ويتضمن خروجاً على الأعراف وقواعد النظام ومعايير التنظيم لحركة الناس ومعاشهم، وسلوك الشغب كسلوك جمعي أنماط وأشكال، ومن ذلك:

* حشد النشوة «Ecstatic Crowds»: مثل حال الابتهاج باحراز نصر لفريق رياضي، حيث يعبر مشجعوه عن فرحهم بالابتهاج والمرح المصحوب بالصراخ والتهليل والتمجيد، ويظهر ذلك في صورة هياج جمعي هستيري، تعلو خلاله الصيحات المصحوبة بالتصفيق والتماسك بالأيدي والرقص والغناء والتدافع والخبط بالأرجل، وفي الحالات المتطرفة منه يحدث صراخ وعويل وهز أكتاف وتعجرف وإغماء، وكل ما هو مجهول السبب وفوق قدرة الفرد على ضبط ذاته وانفعالاته. وينتاب المشاركون فيه من المشجعين إحساس غير سوي بالقوة والأهمية، وتختلف هذه الأعراض باختلاف مستوى العوامل المثيرة للشغب وعدد المشاركين بالحشد و والمناسبة التي دعت له والموقف الذي حدث فيه.  

* الحشد الصاخب «Revelous Riot»: سمي بذلك إشارة إلى ما يميز سلوك المشاركين فيه من صخب ولجج، وفي هذا النوع من الشغب، يتورط المشاركون فيه من المشجعين بأعمال عنف كمظهر من مظاهر الاحتفاء الذي لا يمكن السيطرة عليه، وقد ثبت وجود صلة وثيقة بين الاحتفالات الجماهيرية و لعنف، فكل احتفال جماهيري يتضمن عادة حماساً زائدًا وصخباً. ولا يعني ذلك أن كل الاحتفالات ستتحول إلى شغب، لكن عندما يصبح العنف سمة الشغب فنحن بصدد شغب عنف أو صخب . 

وتتعدد النظريات في تفسير بواعث سلوك المشاركين في حشود شغب الصخب، حيث نجد بعض النظريات تعزوه إلى حاجات كامنة في ذوات المشاركين فيه من الأفراد، لها صلة بمعطيات واقعهم الاجتماعي، وأخرى ترى أن احتشاد الأفراد خلال الأحداث والمناسبات تمنح المشاركين فيه إحساساً باللا تفرد إلى الدرجة التي يصعب معها تحديد هوية الشخص المشارك فيه، فيغريه ذلك الإحساس بالإقدام على تصرف قد يكون فيه أذى للآخرين، والسبب أن الغفلة النسبية الناتجة عن الإحساس باللا تفرد تسهم بانخفاض بمستوى الإحساس بالمسؤولية ما دامت مسألة تحديد من يكون الشخص في خضم الحشد أمر في غاية الصعوبة، فضلاً عن أن القدرة على ضبط الذات التي اعتاد عليها الشخص حال كونه منفردًا تكون حال تواجده عضواً ضمن حشد متدنية جدا . وكنتيجة، يصبح سلوك العضو في الحشد أقل تقييدًا وأدنى منطقية، وقد يكون لمثل هذا السلوك منه بواعثه الكامنة في أعماق ذات المشارك بالحشد من حرمان أو عدوان أو اضطراب، ونظريات أخرى ترى أن تصرفات الأفراد داخل الحشود يعوزها التفكير المتعقل، فلا يعي الفرد حقيقة تصرفه إلا بعد أن ينفض الحشد، خلالها، يكون الفرد أسيرًا لتأثير تصرفات الحشد بفعل الإيحاء الذي يحدثه تجمع الحشد، وتسري التصرفات بين الأفراد سريان الأمراض، أو ما يعرف بعدوى السلوك – Contagion Behavioral . 

 

أ.د. دخيل بن عبدالله الدخيل الله

أستاذ علم النفس الاجتماعي 

قسم علم النفس – كلية التربية 

_ إشراف اللجنه الدائمه لتعزيز الصحة النفسيه بالجامعه «تعزيز»

 

ـ للتواصل مع الوحدات التي تقدم خدمات الصحة النفسية بالجامعة: 

- وحدة الخدمات النفسية بقسم علم النفس بكلية التربية- هاتف: 0114674801

- مركز التوجيه والإرشاد الطلابي بعمادة شؤون الطلاب- هاتف: 0114973926

- وحدة التوجيه والإرشاد النفسي بعمادة شؤون الطلاب- هاتف: 0114673926

- الوحدة النفسية بقسم علم النفس بالمدينة الجامعية «طالبات»- هاتف: 0532291003

- قسم الطب النفسي بمستشفى الملك خالد الجامعي- هاتف: 0114672402 

- مستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي- هاتف: 0114786100

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA