أظهرت نتائج دراسة جديدة نشرت في المجلة العلمية «Current Biology» أن النشاط الرياضي مهم جداً للدماغ، وأن ممارسة التمارين الرياضية بعد أربع ساعات من تعلم أمر ما يساعد في تعزيز الذاكرة طويلة المدى.
حيث لاحظ الباحثون أن الأشخاص الذين مارسوا الرياضة بعد أربع ساعات تقريباً من تعلم مهمة جديدة، تمتعوا بذاكرة أفضل لتذكرها ومراجعتها بعد يومين من تعلمها، ولكن ممارسة الرياضة فوراً بعد الانتهاء من التعلم أو عدم ممارستها قطعاً لم يؤثر بأي طريقة على ذاكرة الشخص!
واستطاع الباحثون التوصل إلى هذه النتيجة بعد استهدافهم لـ 72 شخصاً، وطلب منهم مراجعة 90 صورة وربط المواقع بهذه الصور، وذلك لمدة 40 دقيقة تقريباً، ثم قام الباحثون بتقسيم المشتركين إلى ثلاث مجموعات كالتالي:
المجموعة الأولى: قاموا بممارسة النشاطات الرياضية بعد المهمة التي وجهت لهم فوراً لمدة 35 دقيقة.
المجموعة الثانية: مارس المشتركون النشاط الرياضي لمدة 35 دقيقة وذلك بعد أربع ساعات من المهمة.
المجموعة الثالثة: لم يقم المشتركون بهذه المجموعة بممارسة أي نوع من الرياضة والنشاط البدني.
بعد يومين من خضوع المشتركين لهذه المهمة طلب منهم القيام بفحص بسيط، وذلك بهدف تقييم قدرتهم على مراجعة المعلومات التي تعلموها في المهمة السابقة، كما خضع المشتركون لتصوير الرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) لقياس نشاط الدماغ عند استرجاع الذاكرة.
ووجد الباحثون عدداً من النتائج المهمة والتي تمثلت في أن مشتركي المجموعة الثانية، أي من مارسوا الرياضة بعد أربع ساعات من أداء المهمة التي عرضت عليهم، كانت ذاكرتهم في استرجاع تلك المعلومات الجديدة أقوى بعد يومين من تعلمهم لها، وذلك مقارنة مع المشتركين الآخرين، وكانت منطقة الحصين Hippocampus نشطة جداً لدى المشتركين في هذه المجموعة عند استرجاعهم للمعلومات، علماً بأن هذه المنطقة مهمة للتعلم والذاكرة.
وأفاد الباحثون أن النتائج تشير إلى أن ممارسة الرياضة بعد أربع ساعات من تعلم أمر جديد، يساهم في تعزيزها وحفظها ومن ثم مراجعتها لاحقاً، وبالرغم من النتائج المذهلة إلا أن الباحثين لم يستطيعوا تفسير الأمر وتوضيحه، لذا يطمح الباحثون للتحقق من الآلية التي تكمن وراء العلاقة بين ممارسة الرياضة واسترجاع المعلومات بدقة عن طريق القيام بتجارب جديدة.
إضافة تعليق جديد