طائرة الشحن «أنتونوف 225» هي أضخم طائرة في العالم بست محركات دفع عملاقة، ومساحة جناحيها تزيد عن 900 متر مربع، وامتدادهما يزيد عن 88 متراً وطولها 84 متراً وعدد عجلاتها 24 وتطير بسرعة قصوى تبلغ 850 كيلومتر في الساعة. أما وزنها الأقصى بكامل حمولتها فهو 640 طنا أي ما يزيد عن مجموع أوزان سكان مدينة صغيرة ما بين كبار وصغار يزيد تعدادهم على 12800 شخص بافتراض أن معدل وزن الفرد 50 كيلوغراماً، فكيف تمكن العلم من جعل الهواء الخفيف قادرا عل حمل كل هذا الوزن الهائل في ثناياه!
تتلخص الفكرة الأساسية في إقلاع مثل هذه الطائرة العملاقة وبقائها محلقة في الجو؛ بتوليدها لقوة رفع للأعلى تستمدها من الهواء المحيط كما تفعل الطيور، وتتمكن الطائرة من إحداث هذه القوة بواسطة أجنحتها الثابتة بخلاف الطيور التي تستطيع تحريك أجنحتها للطيران من موقع السكون، وقد تفرد جناحيها أيضا أثناء التحليق مع الاندفاع بسرعة مع إبقائهما ثابتين خصوصا الطيور الكبيرة كالنسور.
تحتاج الطائرة لسرعة ابتدائية عالية لتتمكن من الإقلاع وتحصل الطائرة على هذه السرعة من قانون الفعل ورد الفعل بنفث الغازات المحترقة للخلف بقوة هائلة من محركاتها الجبارة.
تبدأ العملية عندما تصل الطائرة إلى بداية مدرج الإقلاع حيث يقوم الكابتن بتشغيل المحركات بطاقتها القصوى لإكساب الطائرة حركة متسارعة فتبدأ سرعة الطائرة الأمامية بالزيادة حتى تصل إلى ما يسمى بسرعة الإقلاع وهي السرعة الدنيا اللازمة لتوليد أجنحة الطائرة قوة رفع مساوية لوزن الطائرة.
أما كيف تتولد قوة الرفع هذه فالسر عائد لتصميم الجناح بمقطع انسيابي يجعل منه سميكا في مقدمته رفيعا في المؤخرة ومحدب للخارج في سطحه العلوي، فعندما تندفع الطائرة إلى الأمام يصطدم الهواء بمقدمة الجناح السميكة بسرعة مساوية لسرعة الطائرة ومعاكسة لها بالاتجاه، فينشطر إلى قسمين أحدهما يتحرك على سطح الجناح العلوي والآخر يمر على سطحه السفلي.
وتكون سرعة الهواء أعلى الجناح أكبر منها على سطحه السفلي كونه يقطع مسافة أطول هناك فينتج عن ذلك وفقا لديناميكا حركة الموائع هبوط كبير في ضغط الهواء الإستاتيكي على هذا السطح في حين يزداد ضغط الهواء بنسبة أقل على سطح الجناح السفلي، فتكون المحصلة فرقاً كبيراً في الضغط للأعلى، وبما أن مساحة الجناحين كبيرة جدا فإن هذا الفرق بالضغط مضروبا بالمساحة يعطي قوة الرفع المطلوبة المساوية لوزن الطائرة، فتبدأ بالارتفاع.
ومعظم هذه القوة يتأتى من انخفاض مستوى الضغط إلى قيمة سالبة تحت الضغط الجوي على وجه الجناح العلوي وليس من زيادته على وجهه السفلي كما قد يتصور البعض.
أ. عاهد الخطيب
إضافة تعليق جديد