تقرير: عارف المرشدي
انطلقت مساء الأربعاء 4 جمادى الأولى 1438هـ الموافق 1 فبراير 2017، فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية 31» برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، وبحضور حشد كبير من الأدباء والمفكرين من مختلف دول العالم، وبمشاركة مختلف الجهات الحكومية والخاصة في المملكة وفي مقدمتها وزارة التعليم، وقد حضر المهرجان مجموعة كبيرة من منسوبي الجامعة من طلاب وأعضاء هيئة تدريس وموظفين، وعبروا عن إعجابهم بفعاليات المهرجان، وسجلوا تقديرهم العالي للقيادة حيال قرارها بإلغاء الأوبريت الغنائي لهذا العام تقديراً لأبطال الحد الجنوبي وما تمر به شعوب بعض البلدان العربية والإسلامية، ويعد المهرجان الوطني للتراث والثقافة، الذي تنظمه وزارة الحرس الوطني في الجنادرية كل عام، مناسبة تاريخية وطنية في مجال الثقافة، ومؤشراً عميقاً على اهتمام قيادة المملكة بالتراث والثقافة والتقاليد والقيم العربية الأصيلة.
مناسبة وطنية
الطالب خالد اليافعي أكد أنه من المهتمين لحضور فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» منذ عدة سنوات، وقال إن هذا هو الموسم الرابع الذي يزوره، مشيراً إلى أنه لاحظ خلال نسخة هذا العام تطوراً ملحوظاً في نوعية الفعاليات وتعددها، وحتى مستوى مشاركة الجهات الحكومية وأعداد الزوار وكذلك من ناحية التنظيم، فمواعيد الفعاليات لا تتعارض مع بعضها البعض، وتمنى لهذه التظاهرة الثقافية الاستمرار والتقدم، وعبر اليافعي عن تقديره للمسؤولين قرار إلغاء الأوبريت الغنائي هذا العام تقديراً لأبطالنا في الحد الجنوبي ولما تمر به بعض الشعوب العربية والإسلامية من معاناة.
أصول عريقة
من جانبه عبر الطالب يزيد العتيبي عن إعجابه الكبير بفعاليات مهرجان الجنادرية لهذا العام وما رافقه من حسن تنظيم وإعداد، مؤكداً أن مهرجان الجنادرية يفتح في كل عام بوابة من الزمن تتيح لنا نحن الجيل الجديد التعرف إلى طريقة عيش أجدادنا وماكان يشغل وقتهم، وحتى العقلية التي كانوا يفكرون بها، وأضاف أنه يحرص على اصطحاب أطفال العائلة، ويستمتع بمشاهدتهم وهم يتعجبون من المعروضات التراثية في أنحاء الجنادرية، مشيراً إلى أن هذه فرصة مميزة تحدث كل عام، ويجب علينا أن نستفيد منها ونرجع من خلالها لأصولنا العريقة وماضينا الجميل، وشكر جميع القائمين على هذا المهرجان الرائع.
حضور يومي
وتمنى الطالب أحمد العضياني أن يتم تنظيم أكثر من «جنادرية» في العام الواحد أو أن تكثر هذه المهرجانات الثقافية، بحيث تنتقل إلى مدن أخرى غير العاصمة الرياض، ويكون هناك إلى جانب «الجنادرية» مهرجانات أخرى تحتفل بأشياء أخرى تهم المجتمع السعودي، وأضاف: حقيقة أنا أشيد بهذا المهرجان وبكافة الجهود التي وجدتها فيه، من حيث التنظيم ومن حيث تنوع ما يمكن للمرء عمله خلال تواجده في الجنادرية، وأنا أحضر إلى هنا كل يوم منذ أول أيام المهرجان، وما زلت حتى الآن أكتشف أشياء جديدة ومعلومات قيمة، وأستمتع بالعروض المقدمة في المسارح، وأتمنى ألا تقل نسخة العام القادم جمالاً عن هذا العام.
عبق التاريخ
أما الطالب عبدالعزيز البدر فقال: تعد الجنادرية مناسبة وطنية، يمتزج فيها عبق التاريخ المجيد، ونتاج الحاضر الزاهر، وتأكيداً للهوية العربية الإسلامية، وتأصيل الموروث الوطني بشتى جوانبه، وبدأت فكرة المهرجان في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، ورعاها حتى نمت وأثمرت، وأنتجت مختلف صنوف الثقافة والتراث العربي الأصيل لتعرضها في قرية متكاملة، تضم الموروث الثقافي والمادي للإنسان السعودي والأدوات التي كان يستخدمها في بيئته منذ عقود، إضافة إلى سباق سنوي للهجن، اكتسب مع مرور الوقت ذيوعاً على المستوى الوطني والإقليمي بين عشاق هذه الرياضة العريقة.
رعاية كريمة
بدوره أشاد عبدالملك العيسى برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لهذا الحدث الوطني، ورأى أنها تؤكد الأهمية القصوى التي توليها قيادة المملكة لعملية ربط التكوين الثقافي المعاصر للإنسان السعودي بالميراث الإنساني الكبير الذي يشكّل جزءاً كبيراً من تاريخ البلاد، ومن أولويات الجانب التراثي بالمهرجان، إبراز أوجه التراث الشعبي المختلفة متمثلة في الصناعات اليدوية والحرف التقليدية، بهدف ربطها بواقع حاضرنا المعاصر والمحافظة عليها بصفتها هدفاً من أهداف المهرجان الأساسية وإبرازها لما تمثله من إبداع إنساني تراثي عريق لأبناء الوطن على مدار أجيال سابقة، إضافة إلى أنها تعتبر عنصر جذب جماهيرياً للزائرين.
رسالة حضارية
يبرز المهرجان الرسالة الحضارية للحرس الوطني والتي تواكب رسالته العسكرية في الدفاع عن الوطن وعقيدته وأمنه واستقراره، وتضم قرية الجنادرية بين جنباتها، مجمعاً لكل منطقة من مناطق المملكة، يشتمل على بيت وسوق تجاري، ومعدات وصناعات ومقتنيات وبضائع قديمة، وما تشتهر به كل منطقة من المناطق من موروثها الثقافي والحضاري والعروض الشعبية، وتحتضن قرية الجنادرية أغلب مؤسسات الدولة ووزاراتها الخدمية لتقدم الخدمة لجمهور قرية الجنادرية أثناء افتتاح المهرجان، وتعرفهم بما تقدمه من خدمات، وتعرفهم بالكثير من الأنظمة والقوانين، التي تخدم الوطن والمواطن، حيث يمتزج الماضي بالحاضر.
ضيف شرف وتكريم الرواد
يستضيف المهرجان سنوياً دولة شقيقة أو صديقة لتكون ضيف شرف المهرجان، تقدم ثقافتها وإنتاجها المادي والحضاري لزوار الجنادرية، وقد استضاف الجنادرية «31» جمهورية مصر العربية الشقيقة كضيف شرفها لهذا العام، كما يختار المهرجان الوطني للتراث والثقافة سنوياً شخصية ثقافية، تكرم على مستوى الوطن نظير جهدها وما قدمته من نتاج فكري وثقافي لخدمة الإنسان، وقد كرم المهرجان هذا العام الدكتور أحمد بن محمد علي، والدكتور عبدالرحمن الشبيلي، والأستاذة صفية بنت زقر.
إلغاء الأوبريت
حظي قرار اللجنة العليا لمهرجان «الجنادرية 31» بإلغاء الأوبريت الغنائي، بإعجاب وتقدير العديد من المتابعين والمهتمين، باعتباره موقفاً نبيلاً إزاء ما تتعرض له بعض الشعوب العربية من معاناة، وكذلك تقديراً لأبطالبنا في الحد الجنوبي، وأوضح نائب وزير الحرس الوطني نائب رئيس اللجنة العليا لمهرجان الجنادرية عبدالمحسن التويجري، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده بمقر الحرس الوطني في الرياض أمس الأربعاء أن إلغاء أوبريت المهرجان لهذا العام جاء تقديراً لأبطال الحد الجنوبي، ولما تمر به شعوب بعض البلدان العربية والإسلامية.
************
بوووووكس
تطبيق «الجنادرية»
شهدت النسخة الحالية من المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادية 31» تدشين مجموعة تطبيقات خاصة بالمهرجان على الأجهزة الذكية، حيث تم إطلاق تطبيق «سناب الجنادرية» على الأجهزة الحديثة، يحتوي على تعريف كامل عن مهرجان الجنادرية وخريطة توضيحية لأجنحة وأركان المهرجان، إضافة إلى ما سيقام فيه من فعاليات وأوقات الزيارة وكل ما يهم زائري وعشاق الجنادرية، بالإضافة إلى موقع الجنادرية على الشبكة العالمية على الرابط التالي.. www.janadria.org.sa.
إضافة تعليق جديد