المشكلات النفسية والاجتماعية لطلاب وطالبات الجامعة

 

 «المكابدة» قدر محتوم على الإنسان في هذه الحياة قرره القرآن الكريم في قوله تعالى «ولقد خلقنا الإنسان في كبد»، ويختلف الناس في تناول مشكلاتهم الحياتية بين معترف بها وبين من يواجهها بالإنكار حتى تتفاقم ويصعب حلها. إن الاعتراف بوجود «مشكلة» يُعد أولى خطوات حلها، إذ يستحيل تناول أي مشكلة بالحل دون الإقرار بأن ثمة مشكلة. وربما نستطيع اختزال المشكلات النفسية والاجتماعية للإنسان على متصل بُعديه الذات والآخر. وبداية نقول إن تعريف»المشكلة» هي زيادة السلبيات على الإيجابيات في المناحي الذاتية أو الاجتماعية أو الصحية أو الانفعالية أو الأكاديمية ...الخ. و«الحل» هو أن نطابق الواقع مع المفروض، وهذا لا يحصل، أو أن نقرب الواقع من المفروض بخطوات بسيطة كأن تكون السلبيات 3  والإيجابيات 7  مثلاً أو  أن نجّمد المشكلة.

 

تصنيف المشكلات: يمكن تصنيف المشكلات حسب المتغيرات التاليه:

- النوع: كأن تكون المشكلات تتعلق بالنواحي التالية:

الصحة، الفراغ، سوء التوافق الاجتماعي، الاضطراب الانفعالي «الاستجابة الانفعالية قد لا تتناسب مع طبيعة الموقف».

 المشكلات الأسرية: فالفرد جزء من الذاتية والآخر، الأقارب، الزملاء، يتأثر ويؤثر في الآخر، التحصيل الدراسي.

الشدة أو الدرجة: هل المشكلة متجذرة، هل المشكلة معقدة؟ فمن المعلوم اختلاف الاكتئاب الحاد عن الاكتئاب التفاعلي.

 خصائص الأفراد: لكل شريحة بشرية خصائص، فهناك مشكلات تخص الأطفال وأخرى تخص المراهقين وغيرها تخص الشيوخ، فمن الضروري معرفة خصائص الشريحة التي نتناولها بالدراسة ولابد من معرفة التأثيرات الثقافية والأدوار المتوقعة من كل شريحة من هؤلاء.

إمكانية الفرد لمواجهة المشكلة: هناك اختلاف في التناول العشوائي للمشكلات والتناول الموضوعي، فأنجع السُبل لتناول المشكلات هو التناول المنظم لحل المشكلة.

أما أسباب المشكلات فهي تتعلق بالتالي:

 - مشكلات ذات صلة بالأسرة: هل الأسرة متماسكة، هل بها قدوة، هل يوجد نظام قيمي ثابت محدد، هل هناك ضعف لدى السند؟

- مشكلات ذات صلة بالمدرسة: هل هناك غياب للمعلم الأنموذج؟ هل هناك فقدان للقدوة الحسنة؟ هل مجتمع الرفاق يشجع على الكسل؟

- مشكلات ذات علاقة بالمجتمع: وتتضمن مشكلات وسائل الإعلام، ومشكلات تتعلق بالمجتمع الحي، ومشكلات تتعلق بالثقافة السائدة وأنساقها.

- مشكلات ذات صلة بالبناء النفسي: وتتضمن مشكلات مفهوم الذات ومشكلات تتعلق بصورة الإنسان عن نفسه ووزنه، ومشكلات تتعلق بإسقاط رغبات الآباء العاجزين على الأبناء.

 في العدد القادم سنتناول المشكلات في بيئات ما قبل الجامعه، إضافة إلى البيئة الجامعية.

 

بقلم/ أ.د. سلطان بن موسى العويضة

أستاذ علم النفس- كلية التربية

ـ إشراف اللجنة الدائمة لتعزيز الصحة النفسية بالجامعة

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA