اعتدنا في هذه الجامعة على متابعة سير التسجيل والاستعداد وبدء المحاضرات في الأسبوع الأول من كل فصل دراسي، وقد قال المثل «العود من أول ركزة»، وهذه العادة المتمثلة في «المتابعة ذات المستوى العالي« تأتي من معالي مدير الجامعة والوكلاء وغيرهم من المسؤولين، حيث يتم تنظيم جولات تفقدية تشمل الكليات والعمادات وقاعات المحاضرات والمعامل في الأسبوع الأول للاطلاع على جاهزيتها والتأكد من حضور أعضاء هيئة التدريس والطلبة حسب المواعيد المعلنة في الجداول الدراسية.
هذا التوجه من المسؤولين لربما فُهم منه عدم الثقة من قبل إدارة الجامعة بالكليات وأعضاء هيئة التدريس، ولكن هذا الفهم ليس بصحيح، حيث إن هذا يدل على أن سياسة الجامعة قد بُنيت على الاهتمام والمتابعة والحرص على أن تطبق جميع اللوائح والتوجيهاتر وخاصة ما يتعلق بالعملية التعليمية.
وبهذه المتابعة يتم شكر الملتزم بالتوجيهات والمتقن وكذلك يتم التنبيه لأي قصور إن وجد، والدليل على ذلك أنه يوجد ضمن دوائر الدول والشركات الكبيرة جهات للمراقبة والمتابعة والمحاسبة حسب الاختصاص والعمل، وهذا كلة بهدف ضبط الأمور ورفع مستوى الأداء والجودة.
لا شك أن ما يحدث في الأسبوع الأول من كل فصل يبشر بالخير ودليل على الاهتمام بالطالب والمحاضرات، ولكن لنا أن نتساءل عن إمكانية شمول باقي الفصل الدراسي بشيء من هذه المتابعة والتحقق، ففي اعتقادي أن الأسبوع السابع أو العاشر مثلاً، في كل فصل دراسي، ليس بأقل أهمية من الأسبوع الأول منه.
المتابعة للعملية التعليمية في الأسابيع المتأخرة من كل فصل مهمة، وأعتقد أن لها حاجة ماسة وفيها فائدة لا تقل عن فوائد متابعة الأسبوع الأول، على سبيل المثال من الممكن تخصيص زيارات الأسابيع المتأخرة للتأكد من أن الطلبة بالفعل أنهوا امتحاناتهم الفصلية وحصلوا على درجاتهم قبل الامتحانات النهائية بوقت كافٍ، وأن كل الشُعب والطلبة والقاعات هي كما هو مسجل في السجلات الرسمية دون دمج أو إلغاء أو تسيب، ولكن الانضباط هو سيد الأمر التزاماً بالحديث الشريف الذي يقول: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه».
أ. د. يوسف بن عجمي العتيبي
كلية علوم الحاسب والمعلومات
إضافة تعليق جديد