النية لها تأثير في حياتك فهي المصدر الأول الذي تُبنى عليه أشياء كثيرة، فإن كانت نيتك موجهة لخير كانت النتيجة خيراً والحمد لله، وإن كانت موجهة لشر فلا شك أن النتيجة هي نتاج متوقع للمصدر.
عندما تريد القيام بأي عمل فهناك نية خفية تنطلق داخل قلبك، تعطيك احتمالات عديدة منها الإتقان من عدمه، ونسبة نجاح العمل من فشله، وأشياء أخرى عديدة، فلذلك أُمرنا بالتفاؤل وحُسن الظن وأن أمر المؤمن كله خير.
النية تبنى عليها مبادئك وقيمك فلذلك تختلف المبادئ من شخص لآخر، فمن كانت نيته صالحة فسيكون من مبادئه الصدق والإخلاص، ومن كانت نيته فاسدة فلا شك أن من مبادئه الكذب والنفاق، فإحسان النية مطلب لتحديد المبادئ الأساسية التي عليها تُبنى حياتك.
أما بالنسبة للقيم فهي تفضيلاتك الشخصية كحب المال مثلاً، فمن كانت نيته بها ارتقاء ارتقت قيمُه وزانت أحواله وترى في آرائه نضجاً ووعياً يفسر ما حوله به، وقد تتأثر النية وتتغير من إيجابية إلى سلبية والعكس صحيح بناءً على البيئة المحيطة بك، فالعمل على فهم نفسك وفهم الآخرين مهم جداً لكي لا تقع تحت تأثير أحدٍ ما.
لا شك أنك تحتاج إلى إعادة النظر في حياتك وتحديد الجوانب السلبية التي أساسها نية سيئة، ومن ثم تقوم على إعادة بناء ذلك بتغيير النية إلى إيجابية، وبعدها تبدأ بالتفكير بحلول أخرى إيجابية مريحة لنفسك، فقط اهدأ وكن صادقاً مع نفسك وحدد هذه الجوانب واعمل على تبديلها.
سأعطي مثالاً يتضح فيه معنى النية، شخص يرى أن اختلاف الناس أمر طبيعي فلكل شخصيته وقد تتأثر سلوكياته بناءً على ما يثيره يومياً، فاختلاف مستوى الوعي أمر طبيعي، فهناك من يستطيع التعامل مع نفسه وآخر لا يستطيع، وشخص آخر يرى أن الناس مثله تماماً فهم نسخ متكررة والتعامل معهم هو أسلوب واحد، هنا يتضح أن الشخص الأول مختلف عن الشخص الثاني بناءً على نيته التي حددت طبيعة أفكاره وشكلت شخصيته وكونت مبادئ وقيماً ووعياً مختلفاً، فالنتيجة منهما مختلفة في التعامل مع أنفسهم ثم مع الآخرين.
أخيراً لاحظ سلوكياتك الصحيحة والخاطئة قبل بدايتها وستعلم عندما تحدد الدافع أن النية مصدر أول لإعطائك احتمالات حسنة أو سيئة بناءً على افتراضك وأنت من يختار الاحتمال الذي يريد.
أ. مشاري بن عبدالرحمن الحمود
أخصائي نفسي في برنامج التعليم العالي للطلاب الصم وضعاف السمع
إضافة تعليق جديد