الإنسان ابن بيئته، يتأثر بها ويؤثر فيها، مقولة ضمن الكثير مقولات تصف علاقة الإنسان ببيئته، ومع هذا يعطي علماء الأناسة وعلم النفس وغيرهم أهمية قصوى لتلك العلاقة وكيف تحدد مسارات حياته وحياة أفراد مجتمعه.
فالإنسان ضمن كائنات أخرى يأخذ بيئته ضمن جملة من المسلمات دون اختبار إلا عند المواجهة، فهو لا يعرف قيمة الهواء أو ضغطه إلا عند الغرق أو عندما يصعد في السماء، عندها يعرف تلك القيمة، ولكن السمك الطائر أكثر معرفة ببيئتي الماء والهواء نتيجة التجريب.
والمهم الآن أن الإنسان بات يعيش في هذا الزمن في بيئتين، حقيقية وافتراضية إعلامية، وعليه أن يتنقل بينهما بوعي حتى لا يفقد سيطرته على ما يدور حوله، والمعطيات الآن تشير إلى انجراف من البيئة الحقيقية وانكفاء في بيئة رقمية، ولعل المؤتمر الذي تقيمه الجامعة حول بيئة الإعلام التفاعلية يجيب عن بعض أسئلة المرحلة، وأن نعد الجيل الجديد للتنقل بين البيئتين بتوازن مثل السمك الطائر، فإما أن تكون النتائج عكسية ضمن ما يعرف بالخلل الوظيفي الذي أحدثته وتستمر في إحداثه وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، فنرحب بالجميع من مختلف التخصصات العلمية ليشاركونا فك رموز بيئة الإعلام التفاعلي.
إضافة تعليق جديد