دراسة تكشف تراجع قدرة الأسرة السعودية على تأدية مهامها التربوية

دعت لإعادة تفعيل مبدأ «الثواب والعقاب» في تربية الأطفال

كشفت دراسة بحثية صدرت عن كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز للقيم الأخلاقية، بجامعة الملك عبدالعزيز عنوانها «دور الأسرة السعودية في تعزيز القيم الأخلاقية والمعوقات التي تواجهها»، قدمتها الباحثة السعودية الدكتورة غادة بنت عبدالرحمن الطريف، وجود معوقات ذاتية ومجتمعية تواجه الأسرة السعودية في عملية تعزيز القيم، أدت لتراجع قدرتها على تأدية مهامها التربوية كما أكدت على أهمية الدور الوقائي والعلاجي والإنمائي في تعزيز القيم.

وأوضح الدكتور سعيد بن أحمد الأفندي المشرف على كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز للقيم الأخلاقية أن الأسرة السعودية في الماضي، كانت الطرف الوحيد المنوط به إكساب الأفراد سلَّم القيم الأخلاقية، بينما هي اليوم تعاني من تدخل أطراف عديدة، تنازعها وظيفتها الرئيسية، وتسبب لها صعوبات في تأدية دورها في غرس القيم.

وترى الباحثة أن التغيرات التي طالت الأسرة السعودية، فرضت أنماطاً جديدة لتربية الطفل، حيث خفَّت حدة الصرامة، والشدة، والحزم، وفرض العقاب، وزاد الاتجاه نحو التسامح والتدليل، وقبول أنشطة لم تكن مقبولة سابقاً.

وتشير الدكتورة غادة الى أن الأساليب التي يمكن أن تلجأ إليها الأسرة السعودية لغرس القيم متعددة: كالعبادات، والقدوة والمثل الأعلى (الوالدين، المعلمين، الأقارب، الأصدقاء)، والحوار، والقصص التعليمية، واللجوء لأسلوب الترغيب والترهيب، وأخيراً الوعظ.

وحصرت الدراسة التحولات التي طرأت على واقع الأسرة السعودية في: التغيُّر في شكلها من أسرة ممتدة إلى أسرة صغيرة «نووية»، والتحسُّن الملحوظ في مستواها الاقتصادي والصحي والتعليمي، أيضا بروز ظاهرة الهجرة من الأرياف إلى المدن، وتقلُص دور الأم في التنشئة بعد خروجها للعمل، وتفشى «ظاهرة المربيات» في غالبية الأسر.

أما التغيرات الأقوى، فهي تلك التي عصفت بالمجتمعات المحلية في العقدين الأخيرين، من اكتساح لثورة المعلومات والاتصالات، محولة العالم إلى قرية كونية، يهيمن عليه مثل عالمي نافذ، إعلامياً، وثقافياً، وفنياً، وقيمياً!! متجاوزاً خصوصيات المجتمعات المحلية، ما دعا الأخصائيين الاجتماعيين لإطلاق صرخات التحذير، خشية حصول تدهور قيمي خطير، يهدد كيان المجتمعات المحلية!! وانتشار دعواتهم عبر وسائل الإعلام، بضرورة التمسك بالخصوصية الثقافية والأخلاقية، وتجنب الانصهار في تيار العولمة.

وخرجت الدراسة بتوصيات تمحورت حول دعوة الأسرة السعودية إلى استعادة دورها عبر القنوات والأساليب التالية: أهمية التعاون بين الأسرة وكافة مؤسسات ووسائط التنشئة الاجتماعية كالمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام، ضرورة التحاور مع الأبناء ومشاركتهم أنشطتهم واهتماماتهم، أهمية الاعتناء بالأبناء وتلبية احتياجاتهم ورعايتهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة، كإقامة النوادي الرياضية والثقافية، والمخيمات الصيفية.

كذلك دعت الدراسة لاتِّباع أساليب التربية المعتدلة بعيداً عن الغلظة والجفاء والإهمال والتدليل، والاستفادة من الأبحاث العلمية التي تمكن الأسرة من القيام بدورها على الوجه المطلوب، إضافة لتقوية معاني العقيدة الإسلامية وترسيخها لدى الأبناء منذ الصغر وتعويدهم على التمسك بالقيم مبكراً، فهذا ينمي الرقابة الذاتية لديهم، كذلك ضرورة تصدي الأسرة للأفكار والنظريات الملوثة للقيم الأخلاقية، وبيان القيم الصحيحة، وزرعها في نفوس الأبناء، لتتحول إلى اتجاهات سلوكية إيجابية، واستخدام مبدأ الثواب والعقاب في غرس القيم، وهو مبدأ أصيل في الإسلام.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA