قطار مغناطيسي معلق

زاوية: إبداعات هندسية

يعد القطار وسيلة نقل مهمة وعملية في حياتنا؛ حيث ينتقل عبره في مختلف أرجاء العالم العمال والموظفون والبضائع وغير ذلك، كما يلجأ الكثير لركوب القطار لقلة تكلفته وتجنباً للكثير من حوادث الطرق، وفي نطاق ذلك تسعى دائماً شركات السكك الحديدية إلى تطوير القطارات وتحسين الخدمة المقدمة، وقد توصلوا مؤخراً لصناعة قطار مغناطيسي صديق مثالى للبيئة، لا يثير أتربة أو ضوضاء، ولا تتسبب الطاقة المغناطيسية المولدة في أي آثار سلبية، ومساره آمن مقارنة بمسار القطار العادي.

القطار المغناطيسي المعلق ذو السرعة التي تصل إلى 580 كيلو متراً/ ساعة قطار غير اعتيادي؛ فهو لا يعتمد على العجلات المعدنية، ولا الحركة الميكانيكية كحال القطارات التقليدية، بل يعتمد كلياً على قوة الرفع المغناطيسية التي لا تقوم على محركات ميكانيكية، ما يجعلها تطفو على وسائد مغناطيسية تعمل على تكوينها مجالات كهرومغناطيسية قوية.

تستحدث القوة المغناطيسية وفق إحدى تقنيتين إما نظام تعليق كهروديناميكي «EDS» أو نظام تعليق كهرومغناطيسي «(EMS»، وبالنسبة لنظام التعليق الكهروديناميكي فهو يعتمد على قوى التنافر المتولدة بين مجالين مغناطيسيين يملكان نفس الشحنة لرفع القطار فوق سكة الحديد، حيث تكون هناك مغناطيسات قوية مثبته في أسفل القطار تعمل على توليد أحد المجالات المغناطيسية والمجال الثاني يعمل على توليده مجموعة لفائف فائقة التوصيل مثبته على جدران سكة الحديد الخاصة به.

أما تقنية التعليق الكهرومغناطيسي فهي تعتمد على قوى التجاذب المغناطيسي، حيث يتم لف الجزء السفلي من القطار والمحتوي على مغناطيسات تحت طرفي سكة الحديد، فتقوم المجالات المغناطيسية المتولدة برفع القطار فوق السكة مسافة ١٥ ملم تقريبا مما يساعده على الحركة بسهولة.

تهدف صناعة القطار المغناطيسي للوصول إلى معدلات أقل في استهلاك الطاقة وتوفر عامل الأمان البيئي، حيث إن التقنية المستخدمة نظيفة لا تسبب تلوثاً مما يكسبها وضعا مميزا في هذا المجال؛ خاصة مع تعدد مصادر التلوث في البيئة.

والقطار المغناطيسي ياباني الصنع، يعتبر من أفضل وسائل النقل من حيث السرعة والأمان، لكنه لا يستخدم بكثرة بسبب ثمنه الباهظ، ويوجد مشروع قطار مغناطيسي معلق يربط بين العاصمة طوكيو ومدينة ناجويا التي تقع على بعد 300 كيلومتر غرب العاصمة اليابانية، وتصل التكلفة التقديرية للمشروع الذي ستنفذه شركة السكك الحديدية المركزية اليابانية إلى 9 تريليونات ين «أي 84.5 مليار دولار»، ومن المقرر أن ينتهي المشروع بحلول عام 2027.

لنفترض أنه يوجد قطار مغناطيسي يربط الرياض بمدينة الزلفي التي تقع شمال الرياض على بعد 260 كيلو متراً، هذا القطار سوف يختصر الوقت من ساعتين ونصف تقريباً عن طريق السيارة إلى خمس عشرين دقيقة تقريباً، ونظراً لسرعة القطار المغناطيسي وثباته دون أي اهتزاز فإنه قد يسمح لمستخدميه بالوقوف،  وهو ما يرفع طاقته الاستيعابية بجانب قلة العمال المشغلين.

سلطان عبدالله الدريويش

قسم الهندسة الصناعية

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA