ما المقصود بنظرية «سلق الضفدع»؟

سين وجيم

يقصد بهذه النظرية التأثير على الآخرين وتغيير تفكيرهم والإيقاع بهم ببطء وباتباع سياسة النفس الطويل، وهي نظرية تتبعها مخابرات بعض الدول لتجنيد العملاء.

ومصدر هذه النظرية حكيم كان يعيش في بلاط أحد الملوك ويعمل على ترويض الأمراء وتجهيزهم لتولي مهام الحكم، وذات مرة طلب الحكيم من أحد الأمراء أن يقوم بسلق ضفدع حي، ورغم دهشة الأمير وامتعاضه من الطلب بل واقتناعه أن الأمر سهل، جهز الأمير القدر وملأه بالماء المغلي، ثم صاد أحد الضفادع ووضعه فيه، وما أن شعر الضفدع بحرارة الماء حتى قفز هارباً إلا أن الأمير أسرع بإمساكه مرة أخرى وألقاه في الماء فقفز الضفدع مرة أخرى.

عندها شعر الأمير بصعوبة الأمر فذهب يطلب المشورة من معلمه، وهنا أخبره الحكيم أن الأمر في غاية البساطة، فأحضر الحكيم القدر ووضع فيه ماء بارداً، ووضع الضفدع في الماء، فظل الضفدع هادئاً مستمتعاً ببرودة الماء، ثم قام الحكيم بإشعال نار هادئة جداً لا تكاد تدفئ ما حولها وجلس ينظر إلى القدر بهدوء وصبر، والماء يسخن شيئاً فشيئاً، وببطء شديد بدأت عضلات الضفدع تسترخي مع دفء الماء حتى إذا ما وصلت درجة الحرارة إلى درجة الغليان لم يستطع الضفدع القفز لينجو وفقد الأمل تماماً في النجاة.

وقياساً على ذلك تدرب مخابرات بعض الدول رجالها والمسؤولين عن التجنيد على استخدام الأساليب النفسية في السيطرة على الضحية، ويطلب منهم امتلاك النفس الطويل، ويعملون بهدوء وذكاء في التقاط نقاط ضعف الضحية، فهم يتدرجون مع الضحية ويستدرجونها خطوة بعد خطوة على نمط سياسة «سلق الضفدع» إلى أن يوصلوها إلى كيان عديم الإرادة مطواع مهزوم من الداخل لا يستطيع المقاومة أو القفز خارج القدر.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA