ماذا تعرف عن السكوبولامين؟

العتيبي: أعتقد أنه مسمى لمرض معين أو متلازمة منتشرة يشبه مرض السيلياك
العضياني: دواء مسكن يحتوي على المركبين الشهيرين الباراسيتامول والكافيين
القسامي: حالة نفسية مرضية يعاني فيها المصاب من تخيلات لأحداث غير حقيقية

 

إعداد: عارف المرشدي 

 

يعد مستحضر «سكوبولامين» مثيراً للاستغراب، حيث يؤدي تناوله لتثبيط الجهاز العصبي المركزي وفقد القدرة على اختلاق الأكاذيب أو رفض الأوامر، كما أنه يزيد معدل الكلمات المنطوقة، فيوصف من يتناوله بالثرثرة خلال فترة تعاطيه للمادة ويفقد ذاكرته بعد زوال التأثير مباشرة، فلا يذكر الأمور التي كان يثرثر عنها ولا الأوامر التي طلب منه تنفيذها خلال تعاطيه للسكوبولامين، وبعد انتشار استخدام المافيا في أمريكا اللاتينية وفي أنحاء العالم لهذا المستحضر لأغراض إجرامية، فقد أطلق عليه الكثير من الأخصائيين الاجتماعيين لقب «أنفاس الشيطان»، كما أن مادة السكوبولامين عديمة الطعم والرائحة ما يمكن من استخدامه بشكل غير ملاحظ وجعل الشخص الذي يتناوله مطيعاً حتى على حساب نفسه، فماذا يعرف طلاب الجامعة عن هذا المستحضر وما الإجراءات الواجب اتباعها لتجنبه والحذر منه!

 

متلازمة مرضية

بداية أجابنا الطالب يزيد العتيبي قائلاً: لم أسمع من قبل بالسكوبولامين، لكن أعتقد أنه مسمى لمرض معين أو متلازمة منتشرة في مكان ما، وعلل العتيبي ذلك بتشابه المسمى بمسميات لأمراض مثل السيلياك، والسيلامين وغيرها من الأمراض والمتلازمات.

 

دواء مسكن

من جهته عارض  أحمد العضياني زميله يزيد العتيبي، مشيراً إلى أن السكوبولامين يبدو له وكأنه مسمى لدواء معين مثل السولبادين، وهو دواء مسكن يحتوي على المركبين الشهيرين الباراسيتامول والكافيين، ويعتقد أن السكوبولامين واحد من الأدوية المسكنة.

 

حالة نفسية

من جانبه قال عيسى القسامي إن السكوبولامين حالة نفسية مرضية يعاني فيها المصاب من تخيلات لأحداث غير حقيقية، مؤكداً أن هذا المسمى مر به خلال مشاهدته فيلماً سينمائياً، معبراً عن أمنيته بأن لا تكون الإجابة خاطئة.

************

الإجابة العملية

يعرف السكوبولامين بأسماء أخرى منها لوفو-دوبويزين وهيوسين، وهو دواء شبه قلوي يلقب بشكل غير علمي بلقب «أنفاس الشيطان».

تنمو النباتات التي تستخلص منها مادة السكوبولامين في أمريكا اللاتينية، ونظراً لتأثير المادة في تثبيط الجهاز العصبي المركزي، يمكن لمن يتناول نسبة معينة منه أن يفقد القدرة على رفض الأوامر الموجهة إليه، كما يفقد أيضاً القدرة على اختلاق الأكاذيب أو الأفكار الإبداعية، كما أثبتت بعض الدراسات قدرة السكوبولامين على زيادة معدل الكلمات المنطوقة لمستهلكه، فيوصف بالثرثرة خلال فترة تعاطيه للمادة، ويفقد ذاكرته بعد زوال التأثير مباشرة، فلا يذكر الأمور التي كان يثرثر عنها ولا الأوامر التي طلب منه تنفيذها خلال تعاطيه للسكوبولامين.

وبعد انتشار استخدام المافيا في أمريكا اللاتينية وفي أنحاء العالم للسكوبولامين لأغراض إجرامية سمى الكثير من الأخصائيين الاجتماعيين السكوبولامين بأنفاس الشيطان. 

 

الخصائص المادية

لا تتمتع مادة السكوبولامين بطعم ولا برائحة؛ ما يمكن من استخدامه بشكل غير ملاحظ، وجعل الشخص الذي يتناوله مطيعاً حتى على حساب نفسه، ويعمل السكوبولامين عن طريق إعاقة عمل مادة كيميائية تُسمى الأسيتيل كولين، والتي يجري إنتاجها من قبل الخلايا العصبية، والسكوبولامين هو مضاد للكولين، يعمل من خلال تقليل انتقال النبضات العصبية في مراكز القيء في الدماغ، ويمنع الغثيان والقيء المرتبطين بدوار الحركة، ولذلك فإن للسكوبولامين تأثيرات كثيرة في الجسم، بما في ذلك تقليل إفراز السوائل وتباطؤ المعدة والأمعاء وتوسع حدقة العين، ويعمل السكوبولامين عن طريق منع عمل المُستقبلات المسكارينية، وهذا يمنع تفاعل الأسيتيل كولين، ويسبب استرخاء العضلات الملساء في الأمعاء، ويمنع التقلصات العضليةَ التي تحدث في بعض الحالات، مثل متلازمة القولون العصبي، وفي هذه المتلازمة، فإن النشاط العادي لعضلات الأمعاء يُفقد تماماً، ونتيجة للتشنج العضلي، تظهر أَعراض مثل الألم والحرقة والانتفاخ في البطن والإمساك أو الإسهال، وعن طريق تخفيف التشنج في عضلات الأمعاء يمكن أن يخفف السكوبولامين من هذه الأعراض والحالات المماثلة التي يسببها تشنُّج عضلات الأمعاء، وتستخدم عصابات المافيا الإجرامية هذه المادة لسلب ضحاياها القادرة على الرفض وجعلهم مطيعين لسلبهم آخر ما يملكون.

 

الاستخدامات الطبية

يستخدم السكوبولامين بنسب بسيطة جداً وبشكل حذر أولياً لمعالجة الدوار وغثيان السفر، وكذلك معالجة التشنج المعوي لاسيما الناتج عن الحالات العصبية، أما الاستخدامات الثانوية لهذا العقار فتتراوح بين استعماله كبنج مخدر وكعامل لتجفيف الجيوب الأنفية والرئتين من البلغم، كما يعمل السكوبولامين على علاج بعض أعراض شلل الرعاش «الباركنسون».

 وجدير بالذكر أنه تم استخدام السكوبولامين في الماضي لعلاج الإدمان على المخدرات مثل الهيروين والكوكايين، فكان يعطى المرضى جرعات متكررة من السكوبولامين حتى كانوا يهذون وكان يستمر هذا العلاج لمدة يومين إلى ثلاثة، بعد ذلك يعالجون بالبيلوكاربين، وبعد المعافاة قيل إنهم كانوا يفقدون الرغبة الحادة للدواء الذين كانوا مدمنين عليه. 

 

موانع الاستعمال

• إذا كان لدى المريض تَحسس تجاه السكوبولامين أو أي مكوِّن آخر في هذا الدواء.

• يجب التأكد من القيام بالإبلاغ عن التحسس الذي أصاب المريض والكيفية التي أثر بها فيه، ويتضمن ذلك الكشف عن وجود طَفح أو بثور أو حكَّة جلديَّة أو ضيق في التنفُّس أو صَفير عند الشَّهيق أو سعال أو تَورُّم الوجه أو الشَّفتين أو اللِّسان أو الحَلق، أو أيَّة أعراض أخرى مصاحبة لاستعمال الدواء.

• إذا كان المريض يعاني من إحدى الحالات التالية: تسرُّع ضربات القلب، ارتفاع ضغط العين «الجلوكوما أو المياه الزرقاء»، الانسداد المعوي، زيادة الغدَّة الدرقية، بطء حركة الأمعاء، حساسية صدريه «أزمة ربوية»، انسداد المسالك البولية.

 

التأثيرات الجانبية

للسكوبولامين بعض التأثيرات الجانبية المضرة كالهلوسة واضطراب الإدراك والنعاس، بالإضافة إلى التأثيرات الفسيولوجية كتسارع نبضات القلب والصداع وتشويش في النظر.

 

المصدر: من كتابات جراح المخ والأعصاب الدكتور أحمد الكلحي

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA