تكليف لا تشريف

زاوية: بقعة ضوء

المناصب الأكاديمية التي هي «رئيس قسم» و«وكيل» و«عميد» و«عضوية» بعض اللجان والمجالس، لا يتولاها عادة أحد أعضاء هيئة التدريس أو الباحثين في الكليات والجامعات، فأعضاء هيئة التدريس تكون مهامهم الأساسية التدريس والبحث العلمي إضافة إلى خدمة مجتمعهم وبيئتهم بما يملكون من علم وتقنيات وخبرة.

وتكون المناصب الأكاديمية آنفة الذكر عادة، محددة بفترة زمنية وربما تجدد، ولكن هذا التجديد ليس لأجل غير مسمى، وفي اعتقادي أن عدم الديمومة في تقلد هذه المناصب الأكاديمية يزيدها شرفاً وأهمية، وكأننا نقول لمن يُعين في مثل هذه المناصب «تعال وأعطنا ما عندك من علم و خبرة لفترة سنتين، مثلاً، ثم يؤول المنصب لزميل آخر لترجع أنت وتتفرغ بشكل كامل مرة أخرى لطلبتك وبحثك العلمي حيث دورك الأساس».

عندما يترك أحدنا عملاً أو منصباً كان يتبوأه، فمبدأ «شهود الله في أرض الله» يتجلى بشكل أكبر، ونلاحظ أن أحدنا لا تُذكر درجة إنجازاته الفعلية إلا بعد ترك المنصب، وغالباً يُعدد الكثيرون جهودك الطيبة وتتوالى الشهادات بشكل يؤكد مدى نجاحاتك «أو إخفاقاتك»  في إدارة منصبك السابق وإخلاصك فيه.

في اعتقادي، هذه هي الثمرة الحقيقية لإنجازاتك، بعد المثوبة والأجر من الله عز وجل، ومن المؤكد أن من يعشق المناصب للمادة والجاه والتفاخر عند خلق الله، فقط لا غير، فهو خسران، ولن يُذكر بالخير بعد أن يترجل من منصبه كما ترجل سابقه.

وفي هذا المقام أود شكر معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور بدران العمر وفقه الله لكل خير، على ثقته وموافقته على تعييني وكيلاً للدراسات العليا والبحث العلمي لكلية علوم الحاسب والمعلومات، كذلك أشكر سعادة عميد الكلية لترشيحه اسمي والشكر موصول لكل من رشحني من زملائي وزميلاتي بالكلية، وأرجو  من الله العلي القدير أن أكون أهلاً لهذه الثقة وأن يوفقني للقيام بالأمانة ويعينني على الجد والاجتهاد وأداء الأمانة دون عجز أو كسل، فكل واحد منا راعٍ، وكل مسؤول عن رعيته، كما ورد في الحديث الشريف، وأدعو الله للجميع بالتوفيق والعون وأن نُوفق لخدمة من حولنا بكل تفان وصدق.

أ. د. يوسف بن عجمي العتيبي

كلية علوم الحاسب و المعلومات 

yaalotaibi@ksu.edu.sa

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA