تغطية: علي الجنيدي
تصوير: سمير الغيثي
نظمت وحدة السرديات بالشراكة مع النادي الأدبي بالرياض ممثلاً بلجنة السرد، احتفائية بمناسبة اليوم العالمي للقصة، حيث عقدت الجلسة الأولى في كلية الآداب- مجلس قسم اللغة العربية وآدابها، شارك فيها الدكتور أبو المعاطي الرمادي عضو الوحدة وأستاذ السرديات بقسم اللغة العربية وآدابها، والدكتورة هيفاء الفريح أستاذة الأدب في جامعة الإمام محمد بن سعود، وأدار الجلسة كل من الدكتور محمد منور أستاذ الأدب في قسم اللغة العربية، والأستاذة منال العمري.
ألقت الدكتورة هيفاء الفريح ورقتها الموسومة بـ «دور الحوامل في تشكيل القصة القصيرة جدا.. تويتر أنموذجاً»، معتمدة المقاربة الوسائطية موضحة شرطية الوسيط في مقامات التواصل؛ لتبليغ الأفكار وتدويرها في سوق المبادلات ونقل النظام الثقافي لميراث إنساني ما؛ لتقاوم به الذاكرة النسيان.
وقد تطور الوسيط عبر تنقلاته من وسيط شفاهي إلى وسيط كتابي إلى وسيط رقمي بدوائره الوسائطية، فمن شفهي وسيطه الإنسان إلى رمزي وسيطه الكتابة «الخطية» والمطبعة إلى الشريط المصور والصورة المتحركة ووسيطهما وسائل التكنولوجيا الحديثة. وقد أثّر هذا التسلسل التطوري من الشفاهي إلى الطباعي إلى الرقمي في المضامين المنقولة، ومنها القصة القصيرة جدا التي تأثرت بالوسيط الحامل لها.
فقد كانت عبر الفضاء الطباعي غير مقيدة بعدد محدود للحروف أو عدد مجمل للصفحات، ولكنها عبر الفضاء «التويتري» مقيدة بعدد محدود من الحروف لا يتجاوز «140» حرفًا بما فيها علامات الترقيم؛ فلا يبقى لدى القاص سوى «132» حرفاً. وقد نتج عن ذلك استجابة بعض القصّاص لفضاء تويتر بإخضاع نصوصه للتهذيب بما يتوافق والعدد المسموح به دون إخلال بالفن القصصي، وبعضهم أعاد نشر قصصه عبر تويتر بعد تهذيبها؛ كأن يحذف علامات الترقيم منها وبعضهم الآخر حاول أن يخاتل الفضاء «التويتري» بأن كتب بداية قصته ثم يحيل إلى رابط لإكمال قراءتها. وقد أدى ذلك -حسب وجهة نظر الباحثة- إلى استسهال القصة القصيرة جدا بسهولة النشر وخلق بيئة تفاعلية ؛ على أن بعض ما ينشر لا يعدو أن يكون ابتهالات وخواطر وومضات؛ لأن القصة القصيرة صعبة جدا؛ لتعارض إرغامات الفن القصصي والمساحة المتاحة واعتمادها الحدث القصير والشخصية الغامضة ولعبة الضمائر والاقتصاد اللغوي. وأرجعت الباحثة الإقبال على نشر القصة القصيرة جدا عبر فضاء تويتر إلى «هاشتاق» «القصة القصيرة جدا» الذي تبناه عبده خال.
ثم ألقى الدكتور أبو المعاطي الرمادي ورقته الموسومة بـ «جبير المليحان حالة سردية مغايرة «شجرة الأرض» أنموذجاً»..عادّاً (جبير المليحان) واحدًا من الذين استوعبوا ما أسماه «إدوارد الخراط» الحساسية الجديدة في الكتابة القصصية؛ فلم يعد القاص عنده ذلك الحكيم الساعي بحكمته إلى تخليص العالم من مشكلاته وصناعة العالم الوردي، مقدمًا لقرائه بدلاً من ذلك، منحوتات قصصية زئبقية متعددة الدلالات تعتمد الحوافز الحرة وتنفي سببية الأحداث وتسمح بمساحة من التداعي الحر والمونولوج وحديث النفس. وتأتي قصة «شجرة الأرض» مثالاً على هذا الشكل السردي الجديد؛ ففيها اللغة الحبلى بأسباب الشعرية، والحكي الهذياني وانصهار السارد في البطل، وديناميكية المكان وتهشيم الزمان واختفاء ملامح الشخصيات. وقد قرأ الباحث قصة «شجرة الأرض» من زاويتي التنامي وشعرية اللغة: فرأى في التنامي سمة الكتابة القصصية؛ لأن طبيعة القص زمنية مسجّلاً اختلاف التنامي في القصة المعاصرة عنه في القصة التقليدية؛ فعلى حين يتنامى النص التقليدي عبر المقدمة والعقدة والنهاية بالتركيز على «تنامي الأفعال وتوليد الشخصيات وتفاعلها» يتنامى النص المعاصر عبر تجاور الأزمنة وتوازي الأحداث والأحلام والاسترجاعات وأحاديث النفس؛ فيترتب على ذلك اختفاء ملامح الأمكنة والشخصيات ويصبح الزمن ضبابياً ومتداخلاً، وتستحيل اللغة شعرية والنهاية مفتوحة. كما عقدت الجلسة الثانية المسائية بنادي الرياض الأدبي، شارك كل من: د. بسمة عروس، د.علي الحمود.
إضافة تعليق جديد