ماذا تعرف عن ظاهرة الأليلوباثي «Allelopathy»؟

فاطمة العتيبي: ظاهرة بيئية غريبة عجز العلماء عن تفسيرها
منيرة الدحيم: ظاهرة مناخية حارة تقضي على النباتات والثمار
سارة كريم: أول مرة أسمع عنها.. وقد تكون مرضاً يصيب الإنسان

 

 

استطلاع: نورة القحطاني 

 

 

يقصد بظاهرة «الأليلوباثي» تأثير مركبات يفرزها النبات للتخلص من بعض النباتات المجاورة أو عدم السماح بنموها، وهذه المركبات تحدث خللاً في الأنشطة المختلفة للنبات المستقبل، واشتقت كلمة «Allelopathy» من الكلمـة الإغريقيـة «allelon» وتعني «بعضهم البعض» وكلمة «pathos» وتعني «يعـاني»، فيصبح معناها التأثير الضار لنبات على نبات آخر؛ فماذا تعرف عنها طالبات الجامعة، طرحنا هذا السؤال على مجموعة من الطالبات ورجعنا بالحصيلة التالية..

 

ظاهرة فضائية غريبة

في البداية ذكرت الطالبة فاطمة العتيبي من كلية الآداب، أن هذه الظاهرة حسب اعتقادها هي ظاهرة فضائية غريبة وعجز العلماء عن تفسيرها، وهي عبارة عن سقوط مذنبات من السماء إلى الأرض، وغالباً تسقط في الصحاري الواسعة وهي نادرة الحدوث.

 

ظاهرة مناخية حارة 

أما الطالبة منيرة الدحيم فقالت: أعتقد أنها ظاهرة مناخية حارة، وتحدث في اليابسة وتؤدي إلى القضاء على النباتات والثمار، حيث تتفاعل مع بعضها كيميائياً محدثة تلفاً للفواكه والخضار، وهي في شكلها الظاهري كالبكتيريا أو العفن الخارجي.

 

علامة تعجب!

من جانبها أبدت الطالبة سارة كريم علامات التعجب والدهشة بمجرد سماعها هذا السؤال مؤكدة بلسان الحال والمقال أن هذه الظاهرة غريبة بالنسبة لها، حيث إنها لم تسمعها من قبل. وأردفت قائلة: قد تكون مرضاً يصيب الإنسان.

 

التهاب حاد

وقالت الطالبة ندى القحطاني: احتمال أنها التهاب حاد يحدث في اللثة، حيث استشعرت الإجابة من نطق الكلمة، وهذا الالتهاب يسبب ألماً ونزيفاً حاداً للثة مما يؤدي إلى سقوط الأسنان، ويحدث هذا الالتهاب غالباً لدى كبار السن، أو مرضى تسوس الأسنان والتهاب الخراج السني.

************

الإجابة العلمية

 

في عام 1974م عرّف رايس هذه الظاهرة «Allelopathy»: بأنها الأثر الضار الذي يلحقه النبات نفسه أو المتخلف عنه بنبات آخر عن طريق إفراز مواد كيميائية في الوسط المحيط، وتم اكتشاف هذه الظاهرة منذ حوالي ٣٠٠ عام قبل الميلاد، حيث كان عالم النبات الإغريقي «Theophrastus» أول من أدرك الصفات الأليلوباثية لبعض النباتات وذلك حينما لاحظ وسجل أن نباتات البسلة تفسد التربة وتهلك الحشائش، كما أن أشجار الجوز ذات تأثير سام على النباتات الأخرى، وأن كلاً من نباتَي البازلاء والشعير أفسدا الأراضي المنتجـة لنبات الذرة.

 

إفرازات كيميائية

تفرز المواد الكيميائية من المجموع الجذري أو الخضري أو البذور أو الثمار وتكون الإفرازات في صورة سائلة أو صلبة أو غازية، ومعظم المواد المفرزة عبارة عن مركبات فينولية «Phenolic compounds» وألدهيدات «Aldehydes» وكومارينات «Coumarins»  وجلوكوسيدات «Glucosides» وتربينات «Terpenes».

 

الإضرار بالتربة

بينت الدراسات الحديثة أن المتخلفات الورقية لنبات الكافور «Eucalyptus» تفرز مواد فينولية تصل إلى التربة وتؤثر على النباتات العشبية، وتختلف هذه التأثيرات تبعاً لنوع التربة، حيث إن المتخلفات على التربة الطينية أكثر ضرراً عنه في التربة الرملية، وربما يعزا ذلك إلى التحلل السريع للمركبات الفينولية بواسطة الكائنات الدقيقة في التربة الرملية جيدة التهوية، أو الغسيل السريع للمركبات الفينولية إلى الطبقات السحيقة من التربة الرملية، أو قلة المواد الغروية في التربة الرملية مما يؤدي إلى فقر التحولات في المواد الفينولية.

 

الطماطم والجوز

أوضحت الدراسات عدم قدرة نباتات البطاطس والطماطم وغيرها من نباتات الفصيلة الباذنجانية على النمو طبيعيا في التربة بالقرب أو مكان أشجار الجوز «Juglans regia» ويعود بالدرجة الأولى إلى إن متخلفات أشجار الجوز مادة الجوغلون «Juglon» هي السبب، حيث أثبتت الدراسات المعملية إن هذه المادة إذا أضيفت إلى ماء الري يضعف نمو النباتات وغالباً يميتها.

 

القمح والشيح

ومن الملاحظ عدم قدرة النباتات العشبية مثل القمح والدخن والشعير على النمو أو النمو الجيد بالقرب منها أو عقب نبات الشيح المر، ويعود هذا إلى تكوين مادة الأبسنتين «Absintine»، وهي مرة المذاق تفرزها غدد على أسطح أوراق الشيح تنتقل خلال الندى ومياه الأمطار إلى التربة وتمنع أو تؤثر على نمو النباتات الأخرى حتى على بعد عدة أمتار.

 

دراسة علمية

قدم الباحث سامي عسير الرباعي دراسة مهمة عن هذه الظاهرة في رسالة علمية لنيل درجة الماجستير بعنوان «التأثيرات الأليلوباثية للعشر على إنبات ونمو بعض نباتات المحاصيل» وذكر فيها أن الأليلوباثي Allelopathy: هو عبارة عن تأثير مركبات يفرزها النبات للتخلص من بعض النباتات المجاورة أو عدم السماح بنموها، وهذه المركبات تحدث خللاً في الأنشطة المختلفة للنبات المستقبل.

 

نبات العشر

نبات العشر من النباتات التي تنمو في مختلف أراضي المملكة ومنها المزارع والأودية، مما يشكل تأثيراً على نمو المحاصيل الزراعية إذا ما ثبت تأثيره الأليلوكيميائي، وقد تم في هذا البحث دراسة التأثير الأليلوكيميائي لمستخلص أوراق العشر على إنبات ونمو بعض نبات المحاصيل، وأظهرت النتائج انخفاضاً كبيراً في نسبة الإنبات اليومي، حيث كان التأثير واضحاً في بذور الخيار ثم حبوب الشعير ثم حبوب القمح، وكذلك دلت النتائج على التناقص التدريجي في طول الجذير والريشة مقارنةً بالمعاملة الضابطة.

 

تأثير في النمو

أما تجربة النمو فقد أظهرت النتائج تناقصاً تدريجياً في طول المجموع الخضري والجذري، وكذلك تناقص الوزن الرطب للمجموع الخضري في جميع النباتات، ولكن بالنسبة للوزن الرطب للمجموع الجذري فقد انخفض في نبات الخيار والشعير بينما حدثت زيادة تدريجية في نبات القمح، كما كان هنالك تقارب واضحاً في نتائج الوزن الجاف للمجموع الجذري والخضري مع أوزان المعاملة الضابطة، ماعدا نباتي القمح والخيار حيث سجل الأول زيادة في الوزن الجاف للمجموع الجذري بينما سجل الثاني زيادة في الوزن الجاف للمجموع الخضري.

 

المحتوى المائي

ودلت النتائج على عدم وجود أي تأثير للمستخلص على المحتوى المائي للمجموع الخضري، في حين كان التأثير كبيراً على المحتوى المائي للمجموع الجذري، وأظهرت النتائج أن 

المستخلص أحدث خللاً كبيراً في العمليات الفسيولوجية، حيث نقصت كمية الأصباغ النباتية «كلوروفيل أ، ب والكلوروفيل الكلي» خاصة تحت تأثير التركيز الأعلى 60% من المستخلص.

 

تراكم المعادن

وكذلك أحدثت معظم تراكيز المستخلص تراكماً للمواد الكربوهيدراتية والبروتينية في معظم نباتات الدراسة. كما بينت الدراسة أن معظم تراكيز المستخلص تسببت في تراكم بعض العناصر المعدنية مثل «N, Mn, Zn, Mg» والبعض الآخر نقصت كميتها «K, P, Na»، في حين لم تظهر بقية العناصر «Fe, Ca» اتجاهاً معيناً للزيادة أو النقص. وأوضحت هذه الدراسة أن للمستخلص المائي لأوراق العشر الجافة ضرراً واضحاً على إنبات ونمو نباتات المحاصيل المختبرة، حيث يخفض الإنبات ويقلل النمو خاصةً عند التراكيز المتوسطة والمرتفعة.

 

 

المصدر: ويكيبيديا الموسوعة الحرة، دراسة علمية للباحث سامي عسير الرباعي، لنيل درجة الماجستير بعنوان «التأثيرات الأليلوباثية للعشر على إنبات ونمو بعض نباتات المحاصيل».

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA