الإرشاد الأكاديمي هو عملية لتبادل المعلومات بين المرشد/ة والطالب/ة، ففي ضوء التنوع الكبير في الخيارات للبرامج، والإرشاد الأكاديمي أحد المهام المنوط بها عضو هيئة التدريس ويتضمن عدداً من المهام والواجبات، كذلك يتعين عليه بعض الصفات الشخصية التي يجب على المرشد الأكاديمي التمتع بها.
هناك خطأ ما في فهم أهمية دور المرشد الأكاديمي من قبل طرفيه «الطالب، المرشد» فالطالب/ة يتصرف في جدوله الدراسي دون الرجوع لمرشده، والمرشد/ة بعيد كل البعد عن الطلبة تحت إرشاده، حتى إذا ما وقعت مشكلة ما «تعثر، تعارض في الجدول، تأخر التخرج .... الخ» وقع القسم في حرج فيبدأ الجميع يبحث عن السبب، وبعد البحث المعتاد يكون السبب «خلل الإرشاد الأكاديمي».
لا أعتقد أن قسمًا من الأقسام قد أغفل التذكير بأهمية دور المرشد الأكاديمي ومهامه وتزويده بالخطط الدراسية للبرنامج الذي يدرسه الطالب تحت إرشاده، ولكن هناك خللاً ما في هذه المنظومة، مع أنها من أهم ما يجري على الطالب أثناء دراسته.
الإرشاد الأكاديمي وظيفته كمسماه تمامًا، والمرشد ما هو إلا دليل يستدل عن طريقه الطالب كيفية السير في دراسته بطريقة صحيحة، فكيف يكون الطريق صحيحاً والدليل غير واضح، مبهم، أو غير صحيح.
وكمرشدة أكاديمية ووكيلة قسم، كنت أرى بعض الممارسات الغريبة خلال الفصول الدراسية، والتي ما إن تعالج مشكلة في فصل إلا وتظهر مشكلة أخرى في الفصل الذي يليه، والسبب في النهاية «غياب الإرشاد الأكاديمي»، مثلاً أحد الفصول كان طلب الاعتذار عن مقرر يتكرر كثيراً ليس عن مقرر واحد بالذات «سيكون له سبب وعلاج آخر»، لكن لمقررات كثيرة غالبًا من المستوى الصفري تعتذر الطالبة عن مقرر بـ ٤ وحدات دراسية معتمدة «5 فعلية» ليكون ذلك المقرر عقبة كبرى أمام تخرجها في النهاية، لأنه يصعب إضافته في الفصول القادمة في الجدول الدراسي فمسألة حشر 4- 5 ساعات زيادة في الفصل أمر في غاية الصعوبة بسبب التعارض في الساعات.
لا الطالبة تستشير مرشدتها في أمر الاعتذار ولا المرشدة تعلم عنها، وبعض المرشدات لو علمت ترد بكلمة «بكيفك»، وهذه كلمة تكلف الطالبة الكثير وتتعب لجنة الجداول والإرشاد أكثر بكثير للأسف.
كذلك تكرر في الفصل الحالي طلب حذف مقرر بعد أول محاضرة، لماذا «لم يعجبني المقرر، لم تعجبني أستاذة المقرر، حسيت بصعوبة المقرر،....،...الخ» أول محاضرة وحكم بالإعدام على المقرر! ما الذي تقولونه يا أساتذة المقررات في أول محاضرة؟!
مضحكٌ مبكٍ ما يحدث للأسف، المرشد الأكاديمي كما قلت سابقا «دليل» وأخ أكبر للطالب، يوجهه، ينصحه، يمنحه بضع ساعات من أيام الأسبوع ليراجع معه سير خطته الدراسية، ليس تفضلاً بل جزء من عمله، وليس هذا فقط بل يكون المرشد الأكاديمي خلالها القدوة السليمة، حيث تمثل توجيهاته وإرشاداته السبل الصحيحة لمسيرة الطالب/ة التعليمية خلال دراسته الجامعية، ولتهيئة الطلاب المستجدين لمعرفة الحياة الجامعية من خلال البرامج الإرشادية والتعرف على الكلية وأقسامها وكيفية حصول الطالب/ة على الخدمات الموجودة.
ليس صعباً أن يتواصل المرشد الأكاديمي مع طلابه بواسطة دعوتهم إلى اجتماع في فترات حرجة من الفصل الدراسي «بعد الامتحان الشهري الأول، أسبوع الاعتذار عن مقرر» للتعرف عليهم عن قرب ومراجعة أحوالهم ومعالجة أمورهم لتحقيق بيئة جامعية سليمة إيجابية مشجعة لتنمية الإبداع والتعلم.
د. منى بنت سليمان الوهيبي
وكيلة قسم النبات والأحياء الدقيقة
كلية العلوم
إضافة تعليق جديد