قسم الجغرافيا يسعى لتعزيز تواجده ومشاركاته التفاعلية عبر عدة منصات

تقرير: د. مفرح القرادي

أستاذ علم المعلومات المكانية المساعد

أدرك قسم الجغرافيا منذ وقت مبكر أهمية بيئة الإعلام التفاعلي ودورها الفاعل في عملية التواصل والتفاعل بين طلبة القسم وإدارة القسم واللجان العلمية المختلفة، لذا تم إنشاء «لجنة الموقع الإلكتروني والتواصل الإعلامي» التي تقوم بدور مهم وحاسم في توظيف تقنيات الإعلام الجديد بما يخدم العملية التعليمية والثقافية والاجتماعية بالقسم.

تغطية مستمرة

يعد قسم الجغرافيا من الأقسام الاكاديمية النشطة إعلامياً على مستوى كلية الآداب والبوابة الإلكترونية للجامعة، ويعمل بشكل مستمر على التغطية الإعلامية لأهم الأحداث والفعاليات العلمية والثقافية من محاضرات وحلقات نقاش وورش عمل لتصل لأكبر شريحة ممكنة من المستفيدين.

منصات تفاعلية

رغم تلك الجهود الجيدة إلا أن الطموح والرؤية المستقبلية للاستفادة والتفاعل مع وسائل الإعلام الجديد كبيرة وطموحة، وهناك خطط ولجان تجتمع وتعمل بشكل مستمر للخروج بتصور مستقبلي حول تفعيل الإعلام الجديد في مجالات عديدة منها على سبيل المثال التشجيع على بناء المنصات التفاعلية المباشرة بين إدارة القسم والطلبة وأعضاء هيئة التدريس، والمدونات المتخصصة، والقنوات الإعلامية التفاعلية على يوتيوب، إضافة لرفع مستوى الوعي المعرفي والثقافي لدى الطلبة للاستفادة من مزايا الإعلام الجديد في العملية التعليمية والثقافية والأنشطة اللاصفية الأخرى من خلال إقامة بعض الدورات المتخصصة وورش العمل على يد متخصصين وخبراء في الإعلام الجديد.

حساب تفاعلي

لدى القسم أنشطة مختلفة من برامج ومنصات تفاعلية على مواقع التواصل الاجتماعي، منها حساب القسم الرسمي على تويتر والذي يدار ويحدث بشكل مستمر لتغطية أهم الفعاليات ويحظى بمتابعة جيدة من الطلبة والجمهور بشكل عام. كما أنشأت وحدة الدراسات العليا بقسم الجغرافيا خلال الفصل الماضي حساباً خاصاً على تويتر للتفاعل مع طلبة الدراسات العليا والإجابة على تساؤلاتهم من قبل أعضاء اللجنة مباشرة، وعمل بعض الاستطلاعات للطلبة حول الدراسات العليا بالقسم من ناحية الصعوبات والمشكلات التي تواجههم حتى يتسنى للقسم واللجنة الاطلاع على تلك الصعوبات وعمل الخطط والاستراتيجيات المناسبة لحلها وقد نالت الفكرة استحساناً كبيراً من قبل الطلبة.

قناة ومضات

قام بعض منسوبي القسم بتجارب ناجحة في إنشاء قنوات إعلامية على برنامج اليوتيوب الشهير تهتم بالقضايا الجغرافية المختلفة والكون والفضاء والفيزياء، ولعلنا هنا نذكر على سبيل المثال قناة «ومضات» للأستاذ الدكتور يحيى شيخ أبو الخير التي حققت نجاحات باهرة ومتابعة كبيرة.

تطبيق «Story Map»

استطاعت الجغرافيا الحديثة أن تحول المكان من شكله وخصائصه الجامدة إلى مكان تفاعلي له قصة تحكى وتعبر عن هذا المكان ونشأته وماذا جرى له عبر الزمن، فالخريطة لغير المتخصصين تعتبر شكلاً توضيحياً ليس إلا، يستفاد منه للوصول للمكان أو التعرف على المعالم، أما لدى الجغرافيين فالخريطة تروي قصة مكان، وأبرز الأمثلة على ذلك تطبيق حديث في الجغرافيا يسمى باللغة الإنجليزية «Story Map» وهو عبارة عن تطبيق خرائطي على الويب يُعرّف بالمكان على شكل قصة خرائطية رائعة عن المكان ونشأته والتعريف به وإيصال رسائل علمية وثقافية وتوعية من خلاله يمكن الوصول إليه من خلال أجهزة الحاسب المختلفة أو أجهزة الهاتف المتنقلة بكل سهولة.

خرائط الويب

خرائط الويب يمكن أن تصنف من أدوات الاعلام الجديد وأكثر طرق عرض البيانات شيوعاً والتي يمكن من خلالها أن تنقل رسالة معينة للجمهور سواء كانت رسالة توعوية أو أمنية «أماكن الخطر والسيول» أو رسالة دينية «للتعريف بالأماكن الدينية والوصول لها» أو رسالة سياحية «للرحلات والتنقل» من خلال الرموز والألوان والكتابات.

نموذج اتصال خرائطي

أفرزت بيئة الإعلام التفاعلي الجديد بعض المفردات والألفاظ الجديدة مثل الخرائط التفاعلية، خرائط الويب، الخرائط التوضيحية أو الإرشادية، كما أن هناك نموذج الاتصال الخرائطي cartographic communication الذي يعد أحد النماذج الأساسية في علم الخرائط، والذي يهتم بطرق وأسس إيصال المعلومات إلى مستخدم الخريطة، وقد تطور مفهومه باختلاف التقنيات وتطورها من الخرائط الورقية إلى الرقمية وصولا إلى الخرائط التفاعلية.

*****************

بووووووكس

مجالات بحثية جديدة

أسهم التطور الهائل في علوم الحاسب الآلي وبرمجياته المختلفة في تطور التقنيات المكانية الجغرافية الحديثة المتمثلة بعلم الخرائط، ونظم المعلومات الجغرافية، والاستشعار عن بعد وتقنيات نظام التوقيع المكاني التي عملت نقلة معرفية كبيرة في علم الجغرافيا وغيرها من العلوم المكانية الأخرى، وقسم الجغرافيا من أوائل الأقسام الذي سعى منذ تأسسيه عام 1377هـ للاستفادة من التقنيات الحديثة وتوظيفها في خططه الدراسية، وإنشاء المعامل المتكاملة المجهزة بأحدث الأجهزة والبرامج التي تماثل مثيلاتها في الجامعات العالمية، واستقطاب أفضل الكفاءات البشرية من أعضاء هيئة تدريس وفنيين وإداريين التي جعلت قسم الجغرافيا من الأقسام التي يطمح للالتحاق بها العديد من الطلبة وخاصة في برامج الدراسات العليا سواء كانوا من خريجي القسم أو الأقسام ذات العلاقة الأخرى مثل الهندسة، الحاسب الآلي، التخطيط، الزراعة وغيرها، وهذه العوامل مجتمعة من إمكانيات وتجهيزات معملية وخبرات وكوادر بشرية وخلفيات علمية مختلفة من الطلبة أدى إلى إنتاج أبحاث مميزة والتطرق لمجالات بحثية جديدة ومواكبة الخطط التنموية في البلد وفق الرؤية المستقبلية 2030.