أكملي الحكاية

زاوية: بقعة ضوء

في إجازة منتصف هذا العام الدراسي، قدر الله سبحانه وتعالى أن يكون هناك حادث مروري أليم لبعض أفراد عائلة الشيخ سلمان العودة، حيث نتج عن ذلك وفاة زوجته وبعض أفراد العائلة، رحمهم الله جميعاً.

بعد هذا المصاب الجلل قام الشيخ برثاء الزوجة وأفراد من العائلة في فيديو عنونه بـ«أكملي الحكاية»، وقد تم إذاعة هذا الرثاء المؤثر في بعض مواقع الإنترنت والقنوات التلفزيونية، وقمت بسماع ومشاهدة هذا الرثاء تألماً لفقدان أكثر من فرد من العائلة في حادث واحد موجع ومفاجئ. 

رب الأسرة المكلوم هذا، أعطى مثالاً واضحاً للمسلم الذي يشكر عند 

النعم ويصبر عند المصاب، والتعايش المطلوب منا إسلامياً مع نوائب العصر، لقد وظف هذا الحدث وكأنه يعطي لمن سمع ورأى درساً عملياً عند وقوع المصاب، أعاذنا الله وإياكم من كل شر.

كذلك تعلمنا من هذا الرثاء أن المسلم يجب أن يكون متفائلاً وبعيداً عن التسخط واليأس، وهذا هو نتيجة الرضا بما كتب الله، أملاً في الأجر من عنده وطاعة لأوامره سبحانه وتعالى، ومصداق ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سرّاء شكر؛ فكان خيراً له، وإن أصابته ضرّاء صبر؛ فكان خيراً له».

هذا الرثاء وما احتواه من كلمات موجعة ومشاهد مبكية، لهو برهان واضح على ترابط الأسرة في مجتمعنا العربي المسلم، ولله الحمد، حيث إن الأسرة هي المكون الأساس للمجتمع، كذلك لنا أن نخلص إلى أن هذا الترابط لا يقتصر على الأسرة فحسب، وإنما يوجد ترابط ما زال ظاهرًا وقويًاً بين الأرحام والجيران والعائلة الأكبر، ويمتد ليشمل الترابط والتواد وحب الخير بين كامل مكونات المجتمع بما في ذلك علماؤه وولاة أمره، حفظهم الله جميعًا.

أ. د. يوسف بن عجمي العتيبي

كلية علوم الحاسب والمعلومات 

yaalotaibi@ksu.edu.sa

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA