«أتيكوفوبيا»: الفشل لا يعني نهاية الحياة!

عبدالله: تعني الخوف من التقنية بدليل وجود كلمة «تيك» ضمن المصطلح
عبدالعزيز: مصطلح عام يجمع كافة أنواع الخوف أو الفوبيا الأخرى
عبدالرحمن: اسم طبي لمرض الوسواس ومن أعراضه تخيل أشياء غير واقعية

 

إعداد: عارف المرشدي 

 

كلمة «فوبيا» هي كلمة شهيرة تعني الرهاب أو الخوف من شيء معين، فهناك فوبيا المرتفعات وفوبيا الظلام، وحتى فوبيا عيادات الأسنان، ولكننا اليوم بصدد مناقشة فوبيا جديدة، لا يأتي الحديث على ذكرها كثيراً على الرغم من أنها تعد من أكثر أنواع الفوبيا انتشاراً، مصطلح «الأتيكوفوبيا» هو  ما سألنا عنه مجموعة من طلاب الجامعة اليوم لنعود بالإجابات التالية..

 

فوبيا التقنية

بداية أجابنا الطالب عبدالله العنزي فيعتقد أن الأتيكوفوبيا هي الخوف من التقنية، وعلل العنزي هذا الاعتقاد بأن كلمة «تيك» الإنجليزية والتي ترمز إلى تقنية هي داخل المصطلح، مشيراً إلى أنه لم يسمع بمرض الخوف من التقنية قبلاً ولا يعرف كيف يعاني المصاب بهذه الحالة.

 

فوبيا شاملة

من جهته عبر الطالب عبدالعزيز العاقول عن اعتقاده بأن الأتيكوفوبيا من وجهة نظره هي مصطلح عام يجمع كافة أنواع الفوبيا الأخرى، وأكد العاقول أن المتخصصين في علم النفس عندما يريدون الإشارة إلى مرض الخوف بشكل عام فإنهم يستخدمون مصطلح الأتيكوفوبيا.

 

وسواس مرضي

أما الطالب عبدالرحمن العنزي فقد عارض زميله العاقول، موضحاً أنه ليس بالضرورة أن  كل مصطلح ينتهي بكلمة فوبيا يعني الخوف من شيء ما، وأردف بأنه يعتقد أن الأتيكوفوبيا هو اسم طبي لمرض الوسواس الذي قال إن من أعراضه هو كثرة التفكير وتخيل الأشياء التي ليس لها علاقة بالواقع.

 

الخوف من الفشل

أخيراً أجابنا الطالب وليد العتيبي قائلاً إن الأتيكوفوبيا مصطلح يرمز لحالة مرضية ترتبط بالخوف من الفشل، مبيناً أنه قرأ عن هذه الحالة في أحد كتب علم النفس.

*********

الإجابة العلمية 

عادة يكون هناك قدر من الشك يصيب كافة البشر بشكل طبيعي حيال اتخاذ القرارات أو بدء المشاريع أو خوض الاختبارات أو حتى فيما يخص العلاقات مع الآخرين، هذا أمر طبيعي، والأتيكوفوبيا هي تلك الحالة التي يتعدى فيها الخوف من اتخاذ القرارات حده الطبيعي، ويكون السبب العام والرئيسي هو الخوف من الفشل  أو الرفض لكل من يعاني من هذه الحالة المرضية.

 

أسبابها

يرتبط مرض الأتيكوفوبيا عادة بحوادث مخجلة أو مأساوية تعرضت لها الحالة في الماضي، الآباء شديدو الانضباط أو الزملاء شديدو السخرية عادة ما يكون لهم تأثير كبير على نفسية الطفل الذي يصاب في نهاية الأمر بالأتيكوفوبيا، أخطاء صغيرة أو حالات معينة قد تسبب الإحراج أو الخجل تؤدي لأفكار سلبية قد تظهر عند محاولة اتخاذ قرار أو أكثر مستقبلاً.

 

عوامل إضافية

مرضى الأتيكوفوبيا عادة يصابون بالذعر من اتخاذ القرارات بسبب انعدام ثقتهم في قدراتهم أو لأنه جرى تعويدهم على عدم استخدامها لفترة طويلة، أيضاً أن أحد المسببات الرئيسية لمرض الأتيكوفوبيا هو التوبيخ، إذ تفيد الدراسات التي عملت بهذا الشأن أن جميع الذين يزورون العيادات النفسية من المصابين بالأتيكوفوبيا أفادوا بأنهم سبق وأن تعرضوا خلال الطفولة أو المراهقة للتوبيخ الشديد أو أحياناً الضرب بسبب قيامهم باتخاذ قرارات معينة أو التصرف بشكل معين، المصابون بهذا المرض أيضاً قد يعانون من حالات فوبيا أخرى مصاحبة مثل التعرض للجماهير أو التعرف إلى أشخاص جدد، أضف إلى ذلك الضغوط التي تلقيها بعض المجتمعات والثقافات على أفرادها بسبب حكمها عليهم وتصنيفهم تبعاً لشكلهم ولونهم أو  مدى جمال ملامحهم، وفي حالات أخرى يتعلق التصنيف بالمستوى الثقافي والتعليمي أو مستوى الدخل ونسب العائلة.

 

الأعراض 

حالة الأتيكوفوبيا تؤثر على مستوى الحياة للشخص الذي يعاني منها، والشخص المصاب قد يقوم بأعمال شاقة وصعبة ليتجنب أشياء لا يعجبه القيام بها، الأشخاص المصابون بالخوف من الفشل أو الأتيكوفوبيا عادة ما يتوقفون عن المحاولة عند أول فشل إلا في حالات يتم فيها التأكيد لهم بالحصول على النتائج المطلوبة والمثالية، العديد من الأشخاص الواقعين في هذه الحالة المرضية، يتوقفون عن المحاولة خاصة فيما يتعلق بالعلاقات مع الآخرين، كذلك قد تشكل أمور الوظيفة والمصير حالات شك بالنسبة لتفاعل مرضى الأتيكوفوبيا مع الفرص المتاحة لهم، الحالة تعتقد بشكل جازم أن أي تصرف قد تقوم به سيؤدي إلى نتائج غير جيدة وحتى حين التفكير في النجاحات السابقة فإنها تقوم بتصنيفها كتخيلات عارية عن الصحة، لذلك الحالات المزمنة من الأتيكوفوبيا قد تؤدي بالأشخاص المصابين إلى الفصل من العمل أو الطلاق أو تجنب الحديث مع الآخرين حتى، وفي بعض الحوادث المأساوية انتهى مرض الاتيكوفوبيا بالانتحار نتيجة الضغوط التي تعرض لها المصابون بهذا المرض لاتخاذ قرار معين أو لحدوث فشل معين بعد اتخاذهم لقرار في حالة نادرة، إضافة إلى ذلك قد يعاني مرضى الأتيكوفوبيا من أعراض جسدية تترافق مع اتخاذهم للقرارات كالأرق، وفقدان الشهية، والشد العضلي، والصداع، وحتى الإغماء، فبدلاً من أن يصرف جسم المصاب بهذه الحالة جهده على تنفيذ مهامه الاعتيادية، فإن معظم الجهد البدني والعقلي يبذل على القلق والخوف من التعرض للفشل، لذلك تشمل أعراض الأتيكوفوبيا، التعرق، القلق، والحركة اللاإرادية والتأتأة والارتجاف.

 

العلاج 

مرض الأتيكوفوبيا يصيب الرجال والنساء بنسب متفاوتة، العلاج غالباً ما يتكون من عدة مراحل تبعاً لمستوى الحالة ومدى خطورتها، فيتدرج العلاج من التقويم السلوكي إلى صرف المثبطات العصبية، والعلاج غالباً لا يعالج المرض نفسه بقدر ما يحاول تغطية الأعراض والتقليل من ظهورها، وبالطبع لا يمكن صرف الدواء ولا اتخاذ أي خطوة من خطوات العلاج   إلا بعد الرجوع للأطباء والمتخصصين من خبراء الطب النفسي والعلاج السلوكي، ختاماً يوصي الخبراء مرضى الأتيكوفوبيا أو من يقوم على رعايتهم بتقسيم المهام الكبيرة إلى أجزاء أصغر و تسجيل لحظات النجاح ومحاولة تذكرها بشكل دائم مع الإقناع المستمر بأن الفشل لا يعني نهاية الحياة.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA