3 أدوات أساسية لبناء عقلية نقدية

بما أن التفكير والنقد محوران أساسيان في حياة الإنسان، فيجب عليه أن يهتم بعملية بنائهما، ويمكن تعريف البناء الفكري والنقدي بأنه «عملية تحصيل وتراكم المعرفة، والتفقه )بالتفكير والتأمل( في هذه المعرفة لينتج سلوك وخبرة تؤهله للتفاعل مع المحيط».

ولبناء عقلية فكرية ناقدة هناك ثلاث أدوات: تأسيسية وتشمل التربية والعبادة والفطرة، ومعرفية مثل القراءة والمناقشة والتجارب والاستماع والمشاهدة، وتطويرية مثل التأليف والكتابة وإدارة المشاريع خاصة الفكرية منها والحوارات وإلقاء المحاضرات.

ولا نغفل أهمية بناء شخصية الفرد المسلم وكيف أن العوامل الخارجية وما يحدث حولنا من ظروف تشكل هذه الشخصية وتصقلها، فتكون هي القاعدة التي ترتكز عليها تصرفات الإنسان وأقواله وآراؤه، فكل فعل يقوم به أو قول يقوله أو فكرة يفكر بها إلا وتكون متأثرة بجوانب شخصيته.

ويمكن تحديد ضوابط قبول الأفكار بأنها مجموعة من المعتقدات الراسخة والمعايير التي تفرز وتصفي وتنتقي الأفكار ضمن أطر محددة تتوافق مع منهجية الإنسان في التفكير، وتتمثل هذه الضوابط في ما نقبل وما نرفض من أفكار، وتتكون عند الفرد مع الممارسة والتفكر بحيث يضع لنفسه حداً لما هو مسموح وما هو ممنوع من الأفكار، فيأخذ من الأفكار ما يتوافق معه، ويعارض عقله كل فكرة ليست مبنية على أساس واضح أو تتناقض مع ما يعتقد به من معتقدات.

ولأن البناء الفكري يشمل جميع توجهات الإنسان وما يؤمن به يجب أن يكون حريصاً جداً في تعاملاته وأفكاره التي يتداولها ويفكر بها، ويضع ضوابط لقبول الأفكار واستيعابها والأخذ بها، ومن هذه الضوابط أن لا تؤثر هذه الأفكار أو تمس هويته الدينية أو أي انتماء آخر، وأن يبتعد قدر المستطاع عن التحيز والانغلاق الفكري ويتقبل جميع الآراء ويرفض تبني ما يتعارض مع فكره الخاص دون الحاجة إلى إثبات خطأ الطرف الآخر، وأن تكون منهجيته الفكرية واضحة وكيفية تقبله لفكرة وخطوات بحثه عن هذه الفكرة ومدى أهميتها بالنسبة له، وعليه أيضا أن يكون موضوعياً قدر الإمكان ولو أن العقل مبرمج على صيغ معينة، ولكن مع التدرب على الموضوعية والتقبل سيصبح من السهل عليه أن يكون موضوعياً في اختيار الأفكار وتقبلها، وبما أن الإنسان حريص على أفكاره فإنه سيكون حريصاً أيضاً على ما يقرأ فلا يأخذ بالأفكار التي مضت عليها أعوام وظهر ما ينفيها، بل يبحث عن كل ما هو جديد ومفيد من الأفكار ويبدأ بنقدها وتحيصها والإضافة عليها.

عن/ أ. خالد دربندي - بتصرف

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA