لا شك أن العمر قصير والأيام لا تتوقف، ولكل طريق نهاية، فقد قضيت في هذه الجامعة العريقة أكثر من 37 عاماً، وخدمت فيها بكل إخلاص وتفانٍ ورافقت أجيالاً بعد أجيال، واليوم أقف عاجزاً عن الحديث، وقاصراً في التعبير عما يجول في نفسي من أفكار ومشاعر، فقد عشت هذه السنين الطويلة دون أن أفكر في لحظة كهذه اللحظة، مودعاً وطالباً العذر والسماح.
ولأنني أنا العاجز عن رد الجميل أو بعضه لكم حفظكم الله، ولأنكم أنتم أهل الوفاء والفضل الذين قضيت معهم أياماً لا أروع ولا أجمل منها، بل إنها من أجمل أيام عمري، كنتم فيها الأخ والصديق والابن، الأخ الذي أتنفس حنانه وعطفه، والصديق الذي أظلني بنصحه وحبه وكرمه، والابن الذي غمرني براً واحتراماً وتقديراً.
فحق لي أنا العاجز الأوحد في هذا المقال التصويري أن أشكركم من قلبي وأن أعبر لكم عما يجول في خاطري تجاهكم أحبتي، ولعل هذا المقال من شخص مثلي هو أبلغ مقال في مثل هذا المقام.
وقبل الختام هنالك طلب من طلباتي الكثيرة التي أشغلتكم بها خلال فترة عملي، ولكنكم عودتموني بكرم أخلاقكم على تحقيق المطالب، وطلبي هو العفو والعذر والسماح عن كل خطيئة أو زلة مني تجاه أحدكم، ومن ناحيتي أقول لكم سامحكم الله وغفر لكم ورفع قدركم وأخذ بيدكم وجزاكم عني خير الجزاء والله يحفظكم ويرعاكم.
المتقاعد. محمد عبدالله محمد الأسمري
إدارة علاقات الموظفين
إضافة تعليق جديد