العمل التطوعي.. مكاسب وإيجابيات

أصبح العمل التطوعي أحد أهم المعالم الحضارية لأي وطن أو مجتمع، وليس من المبالغة القول إن مقياس حيوية المجتمع ورقية يرتبط برقي الأفراد والمؤسسات في ميادين العمل التطوعي، والحديث عن العمل التطوعي حديث متشعب، يشمل تعريفه وأهميته وأهدافه ومجالاته والإيجابيات والمكاسب التي يجنيها المجتمع والفرد من العمل التطوعي.

وهذا ما أود التركيز عليه في هذه الكلمة القصيرة وهو النتائج والمكاسب العظيمة التي يجنيها الإنسان من انخراطه في العمل التطوعي، والتي تشمل تحقيق الراحة النفسية والسعادة المعنوية والتي قد تسع لتشمل معالجة بعض الأمراض النفسية التي تصيب الإنسان وتشعره بلا جدواه كالاكتئاب وبفقدان الثقة بالذات والنفس، حيث إن العمل التطوعي يجعل الإنسان يقف على نتائج إيجابية يحققها بعمله وإنتاجه ويشعره بالتالي براحة نفسية وسعادة معنوية كبيرة، ويشعره بأهميته وأهمية العمل التطوعي في حياته وحياة غيره، ويعيد له توازنه النفسي المفقود.

العمل التطوعي أيضاً يكسب الإنسان الحيوية والنشاط وينمي عنده قدرات ذهنية ومهارات ومؤهلات سلوكية، فالمتفاني في العمل التطوعي يملك من الطاقات الحيوية والنشاط ما لا يملكه غيره، والعمل التطوعي دافع يحيي لدى الإنسان قوة داخلية تنمي إرادته وثقته بنفسه، ويزيد من نقاط قوة شخصيته. كما أن العمل التطوعي طريق لنيل محبة الناس، فمن تطوع لخدمة الناس فقد اختار طريقاً لكسب القلوب، فالمتطوع محبوب لدى الناس، يدعون له بظهر الغيب، ويبتسمون في وجهه، ويزرعون لديه التفاؤل والاطمئنان.

ومن النتائج والمكاسب الإيجابية للعمل التطوعي الرفقة الصالحة وتوسيع دائرة علاقات الإنسان وارتباطاته الاجتماعية، فالإنسان كائن اجتماعي بطبعه، وبحاجة لصحبة تشاركه أهدافه وآماله وهمومه، والعمل الخيري التطوعي يتيح له اللقاء بأهل الخير والصلاح وتعزيز الارتباط بالنسيج الاجتماعي للمجتمع.

ويشبع العمل التطوعي كثيراً من حاجات الإنسان الاجتماعية والنفسية مثل الحاجة إلى التقدم والنجاح، والحاجة إلى الانتماء، والحاجة إلى الأمن والحاجة إلى تأكيد الذات. كما أن العمل التطوعي عبادة لله، وطريق لنيل الثواب العظيم، فخدمة الناس قربة يتقرب بها الإنسان نحو خالقه.

روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «من قضى لمؤمن حاجة قضى الله له حوائج كثيرة أدناها الجنة». وتؤكد نصوص كثيرة على أن مساعدة الناس وخدمتهم أرجح فضلاً عند الله من العبادات والنوافل كالحديث المروي عنه صلى الله عليه وآله وسلم «من قضى لأخيه المؤمن حاجة كان كمن عبد الله دهراً»، وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال «من مشى في عون أخيه ومنفعته فله ثواب المجاهد في سبيل الله».

اللهم اجعلنا من أهل الخير والتطوع لخدمة المجتمع، وأجزل الثواب والأجر للعاملين في خدمة الناس.

سعد العجمي - كلية العلوم

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA