حوار بين أليفين

قطرة الماء: صباح الخير أيها المصباح المنير.

مصباح الكهرباء: صباح الخير أيتها القطرة الندية.

قطرة الماء: ما هي أخبارك وأحوالك في هذه الأيام؟

مصباح الكهرباء: للأسف يا أختاه أخباري لا تغيظ العدو ولا تسر الصديق.

قطرة الماء: وماذا عساك تشكو منه؟

مصباح الكهرباء: أشكو من إساءة الناس لاستخدامي ولا مبالاتهم بأمري، هل تصدقين يا أختاه أن الكثير من الناس يشعلونني بصفة مستمرة ولو كانوا في رابعة النهار ولا يقومون بإطفائي حتى عند مغادرة المكان.

قطرة الماء: لا شك أن هذا يتعبك ويرهقك كثيرًا.

مصباح الكهرباء: صدقتِ يا أختاه، إن هذا التصرف يقصر من عمري ويقرب من أجلي ويجعلني أحترق سريعاً، بل إن الأمر قد يتعدى ذلك فهم يدفعون ثمن فاتورة أكثر بسبب هذه اللامبالاة وهذا الهدر وذلك الإسراف في تبديد الطاقة، هذه الطاقة الثمينة التي تدفع فيها الدولة وشركة الكهرباء الأموال الطائلة والنفقات الباهظة لتأمينها وجعلها سهلة ميسرة لكافة الناس.  

قطرة الماء: لا حول ولا قوة إلا بالله، ولكن هل تعرف بأن حالي ليست أفضل من حالك؟!

مصباح الكهرباء: وكيف ذلك؟ اشرحي لي معاناتك وشكواك، لعل ذلك يخفف من آلامنا ويريحنا من متاعبنا.

قطرة الماء: الناس يدركون أننا في هذه البلاد لا يوجد لدينا أنهار أو موارد مياه، بل تقوم الدولة -رعاها الله- بحفر الآبار العميقة وتنقية مياهها ثم تقوم بشيء أبعد من ذلك ألا وهو تحلية مياه البحر بتكاليف باهظة وجلبها من أماكن بعيدة لتصل للمواطنين صافية نقية سائغة عذبة المذاق، ومع هذا نجد مظاهر الهدر والإسراف وسوء الاستخدام في الغسيل والاستحمام والوضوء وغسل الأواني وتنظيف المساكن والسيارات وري الحدائق. 

مصباح الكهرباء: إذا كنت أشكو من العمر القصير وأنت تشكين من الهدر والضياع والخشية من النضوب، فكيف لنا أن نفكر في البقاء، فأنت تعرفين أننا طاقات حيوية مهمة لا يمكن للناس الاستغناء عنها أوالحياة بدونها.

قطرة الماء: صدقت يا أخي العزيز، نحن أشياء حيوية وثمينة لا يمكن لأحد أن يعيش بدونها، ولعل الله سبحانه يقيض من يحث الناس ويسعى لتوعيتهم وتبصيرهم ونصحهم بحسن استخدامنا وترشيدنا والمحافظة علينا لبقائنا ودوامنا من أجل خدمة هذا الوطن وإسعاد مواطنيه والمقيمين على أرضه الخيرة.

مصباح الكهرباء: نعم أختاه أشاركك الرأي، ونسأل الله الكريم ذلك، كما نسأله كذلك أن يوفقهم في مساعيهم وجهودهم للحث على الترشيد وعدم الإسراف وتجنب الهدر في استخدامنا واستهلاكنا، فنحن نعمتان ثمينتان منَّ الله بهما على هذا البلد الكريم.  

قطرة الماء: أستودعك الله أخي العزيز وأسال الله أن يحفظك وأن يطيل في عمرك.

مصباح الكهرباء: وداعاً أختاه، وأسأل المولى الكريم لك الصون والحفظ والبقاء والمعاملة الحسنة.

أ.د. عبدالله بن محمد الشعلان

أستاذ الهندسة الكهربائية

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA